مكرم محمد أحمد
إذا كان صحيحا ما يقوله الجنرال ديمسى رئيس هيئة الأركان الامريكى من ان هزيمة داعش تتطلب مواجهة عسكرية شاملة على الجبهتين السورية والعراقية، لانه ما لم يتم تدمير البنية العسكرية لداعش داخل سوريا فسوف يكون من الصعب كسر شوكتها وهزيمتها، خاصة ان داعش تسيطر على شرق سوريا بأكلمه، ابتداء من حلب إلى الرقة ودير الزور.
كما انها تسيطر على حقول النفط السورية فى هذه المناطق الذى تبيعه إلى تركيا وتحقق منافع مالية ضخمة، فضلا عن أن سوريا تمثل بداية خطوط إمدادات داعش التى تبدأ من الحدود السورية التركية شمال حلب إلى الموصل إلى بغداد مرورا بمحافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار التى تسكنها عشائر السنة، وربما لا يقل اهمية عن تدمير بنية داعش العسكرية فى سوريا، غلق طريق الإمدادات الذى تفتحه تركيا على مصراعيه لتهريب الاسلحة والمجاهدين القادمين من كل فج إلى داخل سوريا نكاية فى حكم بشار الاسد.
ورغم محاولات دول الاتحاد الاوروبى اقناع تركيا بضرورة إغلاق حدودها امام إمدادات داعش، خاصة المجاهدين القادمين من عدد غير قليل من الدول الاوروبية، بينها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وأستراليا، يحاربون إلى جوار داعش بعد ان تحولت إلى نقطة جذب لمئات من هؤلاء، إلا ان تركيا لاتزال تترك الحبل على الغارب عند نقاط حدودها مع سوريا، لان رجب طيب اردوغان لا يريد الإبقاء على حكم بشار الاسد!.. ومع ان إدارة أوباما تبدى استعدادها الآن لشن عمليات اغتيال لقادة داعش داخل الاراضى السورية ـ إلا ان العسكريين الامريكيين والبريطانيين يرون ان القصف الجوى يشكل جزءا محدودا من عملية عسكرية واسعة لابد ان تشمل تدمير البنية العسكرية لداعش داخل سوريا والعراق، تتم بموافقة بشار الاسد والتعاون معه، وإشراكه فى تحالف دولى واسع يستهدف تقويض داعش حتى ان تطلب الامر تصفية الحرب السورية، وغلق هذه البؤرة التى تحولت إلى معمل تفريغ ضخم لجماعات إرهاب عديدة تهدد أمن الشرق الاوسط واستقراره.