مكرم محمد أحمد
ما يشغل إيران ويكاد يطغى على مشروع التسوية السلمية للملف النووى الإيرانى، حادث تصادم وقع فجرا قبل عدة أيام لسيارة فاخرة من طراز بورش يتجاوز ثمنها مائتى ألف دولار،
تقودها فتاة دون العشرين عاما، تنتمى إلى طبقة الأثرياء الجدد الذين صنعوا ثروتهم من تجارة العملة والذهب وصفقات البترول السرية فى السوق السوداء!، وطفوا أخيرا على سطح الحياة الاجتماعية لإيران، والى جوارها شاب يتجاوز العشرين بقليل، تقول تقارير الصحافة الإيرانية إنه حفيد واحد من آيات الله الكبار الذين يحكمون إيران!
لقيت الفتاة والفتى مصرعيهما على الفور فى الحادث المروع بعد أن اصطدمت سيارتهما التى تسير بسرعة مجنونة بشجرة فى واحد من أشهر الطرق السريعة شمال طهران، لكن الحادث أثار موجة عارمة من السخط والسخرية تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعى وشبكة الإنترنت، تتحدث عن الفساد الضخم الذى يعشعش فى إيران، والطبقة الجديدة التى حققت ثرواتها المهولة فى ظل نظام آيات الله، وعشرات الآلاف من السيارات الفاخرة التى يستوردها أبناء هذه الطبقة الجديدة من دبى رغم تكاليفها ورسوم جماركها الباهظة، وأحفاد هذه الطبقة التى يحرص أباؤهم على الاحتفاظ بلحاهم لتأكيد انتمائهم إلى الحوزة الدينية الحاكمة، لكن أبناءهم يمارسون أبشع صور الثراء الفاحش، ويخترقون جميع القوانين، ويجسدون المثال الضخم لفساد هائل تعيشه إيران، بينما يعانى غالبية الشعب الإيرانى من ارتفاع الأسعار وزيادة نسب البطالة وانهيار قيمة العملة الوطنية والارتفاع الباهظ فى حجم التضخم، والفساد المهول بسبب سيطرة آيات الله على تجار البازار، وتقاسمهم المنافع مع هذه الطبقة الجديدة التى يزداد نفوذها اتساعا.
وبدلا من أن ينتبه حكام طهران لمخاطر هذا الفساد ويحاولون إصلاح أوضاع بلادهم، يتكاتف زعماؤهم على إثارة القلاقل فى اليمن، ويمدون الحوثيين بسيل لا ينقطع من الأسلحة والصواريخ!، ويستعرضون بين الحين والآخر قدراتهم العسكرية فى باب المندب، ويجعلون معاداة العرب واختراق الأمن العربى همهم الأول والأخير، دون اعتبار لدواعى الجيرة الجغرافية وأخوة الدين.