مكرم محمد أحمد
ثمة ما يقلق بعد المذبحة التى أرتكبها تنظيم النصرة فى قرية قلب اللوزة فى جبل الشقاق السورى ضد جماعات الدروز فى ادلب أسفرت عن سقوط 40قتيلا، على مصير هذه الفسيفساء البشرية المتداخلة من قوميات وشعوب وأعراق،تضم المسيحيين والدروز والعلويين والتركمان والاكراد تعايشوا فى امن وسلام لالاف السنين إلى ان أستولت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة على محافظة أدلب السورية قبل عدة اسابيع، لتبدأ عملية تطهير واضهاد عرقى للاقليات الطائفية كان الدروز ضحاياها الاول!.
وبرغم الضغوط الشديدة التى يمارسها الزعيم اللبنانى الدرزى وليد جمبلاط لتهجير دروز أدلب إلى لبنان، يصر غالبية الدروز السوريين (نصف مليون نسمة) على البقاء فى قراهم تحت رحمة جبهة النصرة، التى وجهت انذارا أخيرا لهم بمغادرة البلاد إلى لبنان وتركيا، ما لم يسلموا فى غضون أربعة أيام اسلحتهم الثقيلة والفردية، ويمتثلون لسلطة جبهة النصرة، ويخضعون لاوامرها،ويقبلون دون نقاش تطبيقها لاحكام الشريعة..،وما حدث للدروز فى جبل الشقاق يمكن ان يتكرر مع العلويين والتركمان والمسيحيين فى أراضيهم بعد الانذار الاخير الذى وجهته جبهة النصرة إلى دروز أدلب!.
وفى بيروت قالت المؤسسة الدينية الدروزية إن ترحيل دروز أدلب إلى لبنان ربما يكون الحل الوحيد الذى يضمن سلامتهم، لكن إسرائيل أعلنت فى تطور خطير انها لن تسهم فى الدفاع عن القرى الدرزية فى سوريا ضد جبهة النصرة، لان الحل الصحيح ان يحمل الدروز السلاح مع استعداد إسرائيل لتقديم كل صور العون العسكرى لهم، الامر الذى يهدد بتوسيع نطاق المجازر وسط هذه الفسيفساء البشرية التى تشكل 60% من الشعب السوري، والدروز هم طائفة اسلامية أرتبطت عقائدهم الدينية بالاسماعيلية فى عهد الحاكم الفاطمى بأمر الله، يسكنون جنوب سوريا فى محافظة السويداء استطاعوا المحافظة على تماسكهم الداخلى لالاف السنين، لانهم لايقبلون التحول إلى طائفة آخري، ويحيطون معتقداتهم بقدر كبير من السرية، يتكتمها زعماؤئهم الدينيون الذين يطلق عليم (شيوخ عقل).