قمة الأضداد الثلاثة

قمة الأضداد الثلاثة!

قمة الأضداد الثلاثة!

 عمان اليوم -

قمة الأضداد الثلاثة

بقلم : مكرم محمد أحمد

ما الذى يجمع قادة إيران وتركيا وروسيا ويحفزهم على اللقاء فى أنقرة بدعوى إنهاء الحرب الأهلية السورية ورفض المخططات التى تستهدف تقسيم سوريا، بينما الحلفاء الجدد الثلاثة غارقون فى خلافاتهم العميقة حول مستقبل سوريا التى تؤكد حتمية تصادم مصالحهم رغم وجودهم العسكرى فى سوريا، فالرئيس التركى رجب طيب أردوغان لا يطيق وجود بشار الأسد فى حكم سوريا ويريدها منطقة نفوذ لسلطانه ويتحالف مع القاعدة وجماعة الإخوان ضدها كما تحالف من قبل مع داعش، بينما تحارب القوات الروسية أعداء الرئيس بشار الأسد وتطاردهم من حلب فى الشمال إلى غوطة دمشق، والواضح أن ما يجمع الدول الثلاث هو خلافها مع الولايات المتحدة بأكثر من اتفاقها حول مستقبل سوريا رغم إعلان الرئيس بوتين أن الدول الثلاث تلتزم بتعزيز سيادة واستقلال وسلامة الأراضى السورية!

وربما كان الإيرانيون أكثر الأطراف الثلاثة عداء للولايات المتحدة خصوصاً أن الرئيس ترامب يعتبرها الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط، وأحد العناصر الأساسية لتوتر المنطقة، أما الروس فهم المنافسون الأساسيون للأمريكيين ويملكون قاعدة بحرية فى طرسوس وقاعدة جوية فى حميم ويربطهم مع بشار الأسد تحالف إستراتيجى، ويكاد يكون أردوغان هو الأخطر على مستقبل سوريا لأن قواته تحتل الآن منطقة عفرين، وتصر على أن تواصل تقدمها إلى مدينة منبج السورية التى توجد فيها الميليشيات الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية التى حاربت داعش وهزمتها على الأرض السورية.

وفى مؤتمره الصحفى الأخير أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أن مستقبل سوريا ومستقبل المنطقة بأسرها لا يمكن تركه لمجموعة من عصابات الإرهاب التى تتشكل من الميليشيات الكردية المسلحة التى تتبع حزب العمال الكردستانى وتشكل تهديداً لأمن سوريا وأمن تركيا، لأنه بدون سلام سوريا يصعب أن يكون هناك سلام فى تركيا، بما يعنى أن أردوغان لا يزال يصر على مخططه الذى يهدف إلى إزاحة الأكراد من مدينة منبج رغم الرفض الأمريكى!, وبرغم جهود أردوغان المتواصلة لتعزيز علاقاته بالروس فى ظروف تضطرب فيها علاقاته مع الولايات المتحدة، يصعب أن يترك الروس الحبل على الغارب للرئيس التركى أردوغان كى يستمر فى تآمره على بشار الأسد الذى تؤكد كل المؤشرات أنه لا يزال باقياً فى حكم سوريا.

ومن جانبه شدد الرئيس الإيرانى حسن روحانى على سلامة أراضى سوريا وسيادتها ووحدتها واستقلالها مؤكداً أن النزاع فى سوريا لن يحل عسكرياً وأن الأزمة يجب حلها بطرق سياسية.

ونقلت وكالة رويتر عن مسئول رفيع فى البيت الأبيض أن الرئيس ترامب وافق على تمديد بقاء القوات الأمريكية الموجودة فى منطقة منبج لفترة أطول بقليل، من دون أن يقطع على نفسه التزاماً طويل الأمد، وأضاف المسئول الأمريكى أن ترامب يحرص على هزيمة داعش ويريد من دول أخرى فى المنطقة أن تساعد فى إحلال الاستقرار فى سوريا وأن مساعدى ترامب يرون أن بقاء القوات الأمريكية فى سوريا أمر هام لأن سحبها من سوريا الآن يضعف موقف أمريكا فى مواجهة تمدد النفوذ الإيرانى فى المنطقة.

والواضح أن البيان الختامى لقمة أنقرة لم ينجح فى تبديد خلافات الدول الثلاث، خاصة أن الرئيس الإيرانى حسن روحانى ذهب إلى حد اتهام القوات التركية باحتلال عفرين وطالبها بالانسحاب فوراً وتسليمها إلى قوات بشار الأسد، مشدداً على أن بلاده تعتقد بعدم وجود حل عسكرى للأزمة السورية كما يعتبر حسن روحانى ضمان استقلال سوريا أولوية أولى فى إشارة واضحة إلى رفض خيارات تركيا الهادفة إلى إيجاد منطقة عازلة داخل سوريا، لكن الجميع يتساءل عن مدى قدرة روسيا على التحكم فى مواقف باقى الأطراف خصوصاً أن إيران تريد الحفاظ على سيطرة بشار الأسد كاملة على سوريا، بينما تحاول تركيا إيجاد واقع جديد فى سوريا لا يشارك فيه الأسد، فى ظل غياب توافق سياسى دولى حول شكل التسوية السياسية للأزمة السورية، ومن ثم فإن ما تحقق عسكرياً على أرض عفرين يمكن أن يفاقم خلافات الدول الثلاث ويزيد القضية تعقيداً لكن الأشد غرابة من كل ذلك تنشغل تركيا وإيران وروسيا برسم مستقبل سوريا دون أن يكون للسوريين وجود فى هذا المؤتمر الثلاثى الذى يكاد يكون بالفعل مؤتمرا للأضداء.

المصدر : جريدة الأهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

omantoday

GMT 08:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

الحقد الاسود

GMT 10:20 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الشرطي الشاعر

GMT 01:50 2019 الأحد ,25 آب / أغسطس

عن «الحشد» و«الحزب»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة الأضداد الثلاثة قمة الأضداد الثلاثة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
 عمان اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:35 2013 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد باش يهدي المغربية سكينة بوخريص عقدًا ماسيًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab