المأزق الصعب للناخب الأميركي في انتخابات الرئاسة القادمة

المأزق الصعب للناخب الأميركي في انتخابات الرئاسة القادمة

المأزق الصعب للناخب الأميركي في انتخابات الرئاسة القادمة

 عمان اليوم -

المأزق الصعب للناخب الأميركي في انتخابات الرئاسة القادمة

بقلم : مكرم محمد أحمد

 لعلها الانتخابات الأصعب والأثقل ظلا والأكثر مدعاة لحيرة الناخبين وترددهم في تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي يفاضل فيها الناخبون بين مرشحين لا يحظي أي منهما بإجماع واضح يرجح كفته، هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وعضو مجلس الشيوخ عن دائرة نيويورك السابق، مرشحة الحزب الديمقراطي التي تعاني من فقدان ثقة نسبة غير قليلة من الأمريكيين في شخصها، بعد حادث تسريب بريدها الالكتروني الذي كان موضع تحقيق الأمن الفيدرالي الأمريكي وانتهي إلي انتفاء أي أسباب تدعو إلي مساءلتها جنائيا، لكن الأمن الفيدرالي اتهمها بالتسيب واللامبالاة، الأمر الذي أثر بقوة علي موقفها الانتخابي.

ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، بليونير هائل الثراء يعمل في العقارات ذرب اللسان شديد السخرية من الآخرين، لم يسلم احد من سوء تعليقاته وقسوتها، يقول لعوام الأمريكيين ما يحبون أن يسمعوه وكثيرا ما يوقع نفسه في مآزق صعبة جعلت نسبة غالبة من الأمريكيين يتشككون في مدي صلاحيته لان يشغل أهم منصب في العالم ويصبح رئيسا للولايات المتحدة، وأثارت مخاوفهم من أن يضر انتخابه بأمن الولايات المتحدة واستقرارها!

ويخلص الشعور الغالب علي معظم الأمريكيين في أنهم مضطرون في هذه الانتخابات للمفاضلة بين الأسوأ والأقل سوءا في حملة انتخابية بالغة السوء، تميزت بانحدار مستوي المنافسة إلي حدود الإهانة والادعاء والاختلاق والهجمات الشخصية، وبدلا من أن يواجه المرشحون المشكلات المهمة التي تعترض البلاد هبط الحوار إلي حدود الحرب حول قضايا تافهة، الأمر الذي ترك لدي معظم الأمريكيين انطباعا غريبا يخالطه الرفض والإحباط والقرف، لأن المرشحين هيلاري وترامب أمعنا في إهانة بعضهما إلي حد نسيا فيه أن أحدهما سوف يكون رئيسا للولايات المتحدة! وأنهما يمثلان حزبين رئيسيين يتحتم أن يكون بينهما، حد أدني، من الاتفاق والتوافق يحفظ الصالح الوطني العام. ويسيطر علي معظم الناخبين الأمريكيين الشعور بأنهم يواجهون في هذه الانتخابات مأزقا خطيرا يجعل اختيار أي من المرشحين عملية بالغة الصعوبة، ليس فقط لأنهم مضطرون إلي المفاضلة بين الأسوأ والأقل سوءا، لكن لأنهم يختارون مرشحهم ليس إيمانا بميزاته أو اقتناعا بقدراته ولكن كراهية في منافسه، وما من دلالة تشير إلي مأزق الناخب الأمريكي في انتخابات نوفمبر المقبل سوي نتائج استطلاع أخير للرأي العام الأمريكي أجرته cnn مع احدي الشركات الكبري، أكد أن 6 من كل 10 ناخبين أمريكيين لا يثقون ولا يأتمنون كلا من المرشحين هيلاري وترامب.

كما ينتقد غالبية الأمريكيين أخلاقيات كلينتون بعد أن نشر الأمن الفيدرالي عددا من وثائق البريد الالكتروني لهيلاري تكشف دوافع نسبة كبيرة من الذين تبرعوا لمساعدة مؤسسة كلينتون الخيرية في الحصول علي خدمات الوزيرة،يري غالبية الأمريكيين أن ترامب لا يملك المؤهلات التي تمكنه من أن يكون رئيسيا قويا للولايات المتحدة، وبينما يؤكد اثنان من كل ثلاثة أمريكيين رفضهما لسياسات ترامب في الهجرة التي تخطط لطرد ثلاثة ملايين مهاجر لا يحملون وثائق هجرة يوم تنصيبه!،يؤكد ستة من كل عشرة أمريكيين ان كلينتون حققت بعض الامتيازات لكبار الممولين الذين تبرعوا لمؤسسة كلينتون الخيرية! وإذا كان هناك ثمانية من كل عشرة أمريكيين يرون أن وجود ترامب في البيت الأبيض يمكن أن يحدث ضررا بالغا بمصالح الولايات المتحدة، فإن نسبة مماثلة تعتقد أن كلينتون يمكن أن تحدث هذا الضررَ!

وبسبب مأزق الاختيار الصعب الذي يواجه كل ناخب أمريكي لم يحسم 30 بالمئة من الناخبين اختيارهم للمرشح الذي يريدونه رئيسا للولايات المتحدة وهي نسبة كبيرة خاصة قبل أقل من ستة أسابيع علي موعد الانتخابات العامة،ويحس الديمقراطيون قلقا بالغا من احتمال أن ترتفع نسبة الذي يمتنعون عن الذهاب إلي الصناديق يوم الانتخاب لتصل إلي 20 بالمئة من المؤيدين للمرشحة هيلاري، بينما يعتقد الجمهوريون أن نسبة الذين سوف يذهبون إلي الصناديق يوم الانتخاب من مؤيدي ترامب ربما تصل إلي حدود 93 بالمئة، لان جمهور ترامب أكثر حماسا لمرشحه من جمهور كلينتون رغم الفارق النوعي بين الجانبين، لان الغالبية العظمي من جمهور ترامب هم من عوام الأمريكيين البيض الذي ينتمون إلي الطبقة الوسطي الدنيا ولا يحملون مؤهلات عالية، بينما يتشكل جمهور كلينتون من البيض الذين ينتمون إلي الطبقة الوسطي وبينهم الحاصلون علي شهادات عليا، وأعضاء النخب الاقتصادية والسياسية والمثقفون والمتعلمون عموما، إضافة إلي أصوات الملونين من الأمريكيين من أصل أفريقي أو إسباني الذين اعتادوا التصويت لمصلحة الحزب الديمقراطي بنسب تتجاوز 75 بالمائة.

وما يجعل الأمريكيين أكثر ضيقا بهذه الحملة أنها المرة الأولي التي يتحدث فيها الجميع عن وجود دور روسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، يحتمل ان يكون اللاعب الأول فيه الرئيس بوتين، كشف عنه النداء الذي وجهه المرشح الجمهوري ترامب إلي الرئيس الروسي يطالبه بأن تعلن المخابرات الروسية الوثائق السرية التي حصلت عليها من اختراقها البريد الالكتروني السري لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري، الأمر الذي اعتبرته الصحافة الأمريكية دعوة صريحة للروس للتدخل في الشأن الأمريكي الداخلي، وسابقة لم تحدث في تاريخ الانتخابات الرئاسية لان أحد مرشحي الرئاسة الأمريكية يستعين بالرئيس الروسي علي منافسه الديمقراطي، بل لقد ذهبت بعض الصحف الأمريكية إلي حد اتهام ترامب بأنه عميل قديم للروس تربطه بهم مصالح وصفقات تجارية. ويظل السؤال المهم، لماذا هبطت شعبية كلينتون إلي هذا الحد المفزع، وتقلصت الفروق بينها وبين ترامب في استطلاعات الرأي العام الأمريكي الأخيرة إلي حدود 4 بالمائة وكانت تتجاوز 10بالمائة في معظم الولايات في أغسطس الماضي، إلي حد أن الصحف الأمريكية أعلنت حسم انتخابات الرئاسة الأمريكية لمصلحة كلينتون قبل شهرين من موعد الانتخابات العامة؟

جزء مهم من مشكلة كلينتون أنها لا تحظي بتعاطف نسبة عالية من الأمريكيين يعتقدون أنها شديدة الكبرياء والغطرسة رغم اعترافهم بقدراتها السياسية الفائقة، لكن ما من شك أن كلينتون التي كانت دائما شديدة الحرص علي أن تقدم نفسها للناخب الأمريكي باعتبارها شخصية رصينة تحظي باحترام دولي وتحرص دائما علي ان تظهر في صورة لائقة، ارتكبت خطأ جسيما عندما هبطت في حوارها مع ترامب إلي نفس مستواه، وهي تهاجم جمهور ناخبيه بقسوة بالغة وفي تعميم خاطئ، وتعتبرهم مجرد بائسين وعنصريين، منحازين ضد المرأة والمثليين، ويكرهون الأجانب والإسلام، ويستعصون علي العلاج ولحسن الحظ انهم لا يمثلون الولايات المتحدة، أمعنت هيلاري في اهانة جمهور ترامب إلي حد عنصري الأمر الذي احدث ضررا بالغا بصورتها، وهبط بالحملة الانتخابية كلها إلي وضع مهين زاد من إحباط وقرف الأمريكيين.

لكن ما من شك أيضا أن تقرير الأمن الفيدرالي الذي اتهم كلينتون بالتسيب واللامبالاة وعدم الانتباه لخطورة بريدها الالكتروني الذي اختزنت داخله كثيرا من وثائق الخارجية الأمريكية والمعلومات الحساسة أحدث ضرارا بالغا بموقف كلينتون الانتخابي، رغم أن الأمن الفيدرالي برأ ساحتها من أية اتهامات جنائية واكتفي بنشر مجموعة من الوثائق تكشف طبيعة علاقاتها بعدد من كبار الماليين الذين اعتادوا التبرع لمؤسسة كلينتون الخيرية، وما زاد الطين بلة أن الرأي العام الأمريكي يعتقد أن كلينتون لم تفصح في الوقت المناسب عن حقيقة حالتها الصحية إلي ان شعرت بالإعياء الشديد خلال حضورها الاحتفال بمرور خمسة عشر عاما علي أحداث سبتمبر، واضطرت إلي مغادرة الاحتفال وهي تتساند علي حراسها وكادت تقع علي الأرض وهي تصعد إلي السيارة لولا يقظة حارسها.

ثم ظهر للرأي العام الأمريكي بعد ذلك أنها أصيبت بثلاث جلطات في ساقها علي امتداد السنوات العشر الأخيرة، وتعاني من ضعف في سيولة الدم واضطراب في الضغط دخلت بسببهما المستشفي مرتين بما زاد من إحساس الرأي العام الأمريكي بأنها غير جديرة بالثقة ولا تتمتع بالشفافية الكاملة.

ولهذه الأسباب هبطت نسب التأييد لها في غضون أسابيع بل في غضون أيام معدودات ليتقلص الفارق بينها وبين ترامب إلي حدود 4 بالمائة فقط، يعتقد المراقبون انها يمكن ان تهبط درجة أخري او درجتين في الأسابيع المقبلة..، وبالرغم من ان كلينتون تبلغ 68 عاما من عمرها بينما يتجاوز ترامب 70 عاما ليصبح اكبر المرشحين للرئاسة الأمريكية سنا وربما لو نجح يصبح الرئيس الأمريكي الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة، لم يفوت ترامب الفرصة وشن حملة ضارية علي كلينتون يتهمها بالضعف وعدم القدرة علي القيام بأعباء منصب الرئيس،لتصبح قضية(صحة هيلاري) القضية الرئيسية لحملة انتخابات الرئاسة الأمريكية قبل ثمانية اسابيع من موعد الذهاب إلي صناديق الانتخاب. ومع ذلك فان أغلب المراقبين يعتقدون أن كلينتون هي الأكثر فرصة في النجاح لقلق الناخبين الأمريكيين الشديد من شخصية ترامب، فضلا عن تفوق كلينتون في جميع استطلاعات الرأي العام علي ترامب في قضايا الاقتصاد والإرهاب والهجرة، الموضوعات الثلاثة الاهم علي جدول انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام، ففي قضايا الاقتصاد حققت كلينتون 50 بالمئة بينما حقق ترامب 44 بالمائة، وفي قضايا مقاومة الإرهاب تفوقت كلينتون بنسبة 47 بالمئة بينما توقف ترامب عند حدود 44 المائة، وهذا ما حدث أيضا في قضية الهجرة، وبسبب تقارب نسب تأييد كل منهما في استطلاعات الرأي العام الأمريكي الأخيرة، يعول كثيرون علي الحوارات الثلاثة التي سوف تجري بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري ويبدأ أولها آخر سبتمبر الحالي،علي أمل أن يتمكن احد المرشحين من تحقيق تفوق حاسم في الحوارات الثلاثة تساعد الناخب الأمريكي علي الخروج من مأزق الاختيار الصعب الذي يواجهه، وبينما تأمل كلينتون في أن تجر ترامب إلي منطقة حرجة من الحوار يظهر فيها أمام الناخب الأمريكي منفلتا عصبيا بما يؤكد عدم صلاحيته لان يكون رئيسا للولايات المتحدة، يخطط ترامب لتوسيع أزمة الثقة بين كلينتون والرأي العام الأمريكي بالتركيز علي تسيبها وعدم مبالاتها وانعدام جدارتها في الحفاظ علي اسرار الدولة وغياب شفافيتها بسبب تلكؤها في الكشف عن حقيقة مرضها.

وما يهمنا في القصة بأكملها في ظل غموض نهايتها وصعوبة التنبؤ بمن الذي سوف يحكم البيت الأبيض يقينا، هيلاري ام ترامب، هو علي وجه التحديد كيف سيتعامل كل منهما مع مصر والشرق الاوسط؟!.

وابتداء يصعب الثقة بالمرشح الجمهوري ترامب، ليس فقط لأنه لا يحب الاسلام والمسلمين ويريد ان يمنع أو يقيد دخولهم إلي الولايات المتحدة!، ولكن لأنه عنصري بغيض متقلب لا أمان له، يمثل وحشية العولمة وفجاجة موقفها من قضايا الشعوب، ويعتقد خاطئا ان العناية الالهية بعثته كي يعيد للولايات المتحدة التي فقدت قدرتها كقوة عظمي وضعها القيادي رغم جهله وقلة تجاربه السياسية وكثرة نزواته الشخصية واندفاعه وحماقته، بما يجعلنا إزاء تركيبة انسانية خاصة يصعب ان تؤتمن علي مسئولية ضخمة يتعلق بها امن العالم وسلامه!، لكن كلينتون مهما تكن مساوئها الشخصية باليقين أقل خطورة من ترامب، وتملك تجربة غنية في السياسة الدولية تجعلها اكثر قدرة علي التعامل مع متغيرات عالمنا، كما تملك رؤية للشرق الاوسط تختلف عن رؤية الرئيس اوباما الذي يعتقد ان الشرق الاوسط استنزف اهدافه ولم يعد يستحق اية تضحيات امريكية بعد توافر بدائل عديدة للطاقة تجعل العالم الان اقل اعتمادا علي البترول العربي! بينما تعتقد كلينتون أن الشرق الأوسط ومصر في القلب منه سوف يبقي ملتقي طرق التجارة الدولية واهم موقع لوجيستي عالمي تتعلق به مصالح دول العالم وأممه، تسكنه شعوب حية تشكل جزءا من حراك العالم السياسي ونهوضه،ويرتبط بمصيرها امن البحر الأبيض والأحمر والأمن الأوروبي والأمن الدولي، يصعب إهماله في زوايا النسيان ولا بديل عن تعزيز الحوار مع شعوبه من اجل تحقيق امن العالم واستقراره.

 

omantoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المأزق الصعب للناخب الأميركي في انتخابات الرئاسة القادمة المأزق الصعب للناخب الأميركي في انتخابات الرئاسة القادمة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab