القدس خط أحمر

القدس خط أحمر!

القدس خط أحمر!

 عمان اليوم -

القدس خط أحمر

بقلم : مكرم محمد أحمد

لو صح ان الرئيس الجمهورى الجديد ترامب يعتزم الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ويخطط لنقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى القدس الشرقية، لشكَل ذلك ضربة قاصمة لجهود سلام الشرق الاوسط، وكان بمثابة حكم بالاعدام على حل الدولتين، وربما تفاقمت تداعيات هذا القرار إلى حد سحب الفلسطينيين اعترافهم بإسرائيل، ومن المؤكد ان مثل هذه الخطوة التى تتسم بالحماقة والاندفاع سوف تجرد الوسيط الامريكى من الحد الادنى المطلوب من النزاهة والحيدة وربما تنهى دوره فى عملية سلام الشرق الاوسط!.

وحسنا أن حذر الرئيس الفلسطينى محمود عباس الرئيس الامريكى الجديد من مغبة هذه الخطوة وعدد له مخاطرها التى يمكن ان تدمر عملية السلام بأكملها وتؤلب على الولايات المتحدة الشعوب العربية والاسلامية، وتعود بالقضية الفلسطينية إلى المربع رقم واحد، وتؤجج أعمال العنف فى المنطقة لان قضية القدس الشرقية تختزن الكثير من العواطف والمشاعر التى ترتبط بعقائد اكثر من مليارى مسلم، تشكل القدس القديمة بالنسبة لهم أول القبلتين وثالث الحرمين والعاصمة الشرعية للدولة الفلسطينية، وهى نار مؤقدة تحت الرماد يمكن ان تتحول فجأة إلى حريق هائل مهما كان سطح الاحداث هادئا الآن!.

لان سرقة إسرائيل للقدس الشرقية بدعوى انها العاصمة الأبدية لاسرائيل تشكل أكبر عملية تزييف لتاريخ الشرق الأوسط..، ومن يزور القدس القديمة ويدخل إلى كنسية القيامة أو المسجد الاقصى أو قبة الصخرة من باب العامود أو من أى من مداخل المدينةالقديمة ودروبها الضيقة ويحس كتل الزحام الفلسطينى فى أزقتها ويشم رائحة بيوتها العتيقة، يعرف ان القدس الشرقية مدينة عربية الاصل والهوية تشكل أيقونة الحضارة الاسلامية على ارض فلسطين ورمزها الثقافى الاكبر وليس فى طول القدس الشرقية وعرضها أثر يهودى واحد يشكل جزءا من معالمها التاريخية قياسا على آلاف المواقع والمساجد والحارات والاسبلة والكنائس القديمة التى تزدحم بها القدس الشرقية!. نعم القدس الشرقية مدينة عربية خالصة وأثر خالد من آثار الحضارة الاسلامية على ارض فلسطين فى احترامها لعقائد الآخرين وحسن تعايشها مع كل الأديان منذ أن أطلق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب صيحته (الله أكبر) من فوق جبل المكبر وهو يطل على المدينة المقدسة، ورفض ان يصلى داخل كنيسة القيامة او على عتباتها احتراما لحرمة المكان المقدس، وهى أكبر كثيرا من صلف الإسرائيليين وعدوانهم وتاريخهم الذى ربما يكون مجرد فترة عابرة فى تاريخ فلسطين.

المصدر : جريدة الاهرام

 

omantoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القدس خط أحمر القدس خط أحمر



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab