تصحيح أسباب الإخفاق

تصحيح أسباب الإخفاق

تصحيح أسباب الإخفاق

 عمان اليوم -

تصحيح أسباب الإخفاق

بقلم : مكرم محمد أحمد

لن أقف طويلاً عند مشكلة قصور التغطية الإعلامية لحادث الكيلو 135 فى طريق الواحات قبل 10 أيام، لأن أسباب القصور كانت واضحة منذ اللحظة الأولى عندما أكد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى سلسلة متصلة من تصريحات مسئوليه أن أسباب القصور تكمن فى غياب المعلومات الصحيحة التى كان ينبغى أن تصدر عن مسئولين رسميين صمتوا عن الكلام فى وقت تشتد فيه حاجة الناس إلى معرفة الحقيقة، وأن السلطة السياسية سوف تتعرض حتماً لأسباب القصور إن كان قد حدث قصور، وهذا ما حدث بالفعل خلال أيام محدودة، حيث غادر موقع المسئولية بعض قيادات الأمن والعمليات المشتركة لم ينهضوا بواجبهم على النحو الأكمل، وأظن أن الدرس الوحيد المستفاد من حادث طريق الكيلو 135 واحات أنه عندما تغيب المعلومة الصحيحة عن الناس فى الوقت الصحيح فإن الذى يملأ الفراغ هو واغش القول والراغبون فى خداع الرأى العام وأصحاب المصلحة فى ترويج وجهات نظر بعينها.

وأظن أيضاً أن الإجراءات التى تمت بعد ذلك والأحداث التى جرت بعد هذا التاريخ وصولاً إلى عملية ومداهمة أوكار الإرهابيين قبل عدة أيام فى مسافة لا تبعد كثيراً عن الكيلو 135 واستعادة النقيب الحايس من مختطفيه دون أن يلحق به أى ضرر، أو يتمكن خاطفوه من المساس به، قد أكدت وبما لا يدع مجالاً لأى شك أن المراجعة والتحقيق والتنقيب عن أسباب القصور وعلاجها قد صحح مجمل الصورة بما أعاد الانضباط والالتزام بالقواعد الصحيحة للاشتباك التى مكنت الجيش والشرطة هذه المرة من إنجاز عملية ناجحة مكتملة الأركان بكل المقاييس لا يشوبها خطأ واحد، حققت جميع أهدافها فى يسر وأمان، ولست أعرف لماذا يرفض البعض على مواقع التواصل الاجتماعى أن يصدق ما حدث، إلا أن يكون فريسة لطابور جماعة الإخوان الخامس الذى يهمه نشر روح الإحباط فى نفوس الشعب، خاصة أن المصريين أنجزوا الكثير فى معاركهم ضد الإرهاب ودحروه على نحو كامل، وألزموه العودة عن هذا الطريق وسوف يهزمونه مرة أخري، وهذا ما تؤكده الآن كل الدلائل، وأظن أنهم لن يستغرقوا الكثير من الوقت لتصويب مواقفهم.

وتكاد العملية الثانية تكون نموذجاً ومثالاً فى وفرة ودقة المعلومات المتاحة التى رسمت خريطة تفصيلية شديدة الدقة لأمكنة لجوء أعضاء الجماعة الإرهابية والكهف الذى اختاروه مكاناً لاحتجاز النقيب الحايس والأسلحة التى يحملها كل منهم، والواجبات التى يضطلع بها على مدى الساعة بما مكن القوة المهاجمة من حسن المباغتة، وتحقيق عنصر المفاجأة الذى أتاح للقوة الحصول على النقيب الحايس حياً سالماً لم يمس وتصفية كل عناصر الجماعة. وما من شك أن التكتم الشديد على موعد العملية، والحرص على إبقائه سراً مغلقاً لا يفض، شكل واحداً من أهم أسباب النجاح، لأن أول أسباب الإخفاق فى العملية الأولى أن الإرهابيين كانوا فى انتظار (القول الأمني) بمصفحاته الخمسة ينتظرونه على مطلع الطريق ليرشونه بوابل من طلقات (الآر بى جي)، وأظن أيضاً أن التنسيق المشترك بين الشرطة والجيش سد كل ثغرة محتملة ومنع ظهور أية مفاجآت طارئة وضمن للعملية مسارها الآمن وكفل لها كل عناصر النجاح، وما من شك أنه لولا جدية التحقيق فى أسباب القصور الذى حدث فى مواجهة حادث الكيلو 135 غرب الواحات لما تحقق هذا النجاح الباهر، وسُدت كل الثغرات التى نفذ منها الإرهابيون بهذه الدرجة العالية من الكفاءة والدقة والسرية الكاملة.

وأظن أخيراً أن ما حدث فى الكيلو 135 قبل عشرة أيام وماحدث أول أمس بعد استعادة النقيب الحايس، وتصفية كافة العناصر الإرهابية فى مسافة لا تبعد كثيراً عن المكان الأول، تؤكد للجميع أن الإرهاب لن يمر ولن ينجح، وسوف يلقى حتفه قريباً، سواء فى سيناء حيث يتم إغلاق كل طرق الهرب على الإرهابيين بعد ارتكاب جرائمهم فى سيناء، أما فى منطقة الصحراء الغربية فيكاد يكون التنسيق بين الشرطة والجيش الحل الصحيح لضمان أمن هذه المناطق الشديدة الاتساع.

omantoday

GMT 14:47 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين: رجل الضريح ورجل النهضة

GMT 14:45 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رؤية تنويرية لمدينة سعودية غير ربحية

GMT 14:44 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن

GMT 14:43 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

... في أنّنا نعيش في عالم مسحور

GMT 14:42 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو عمار... أبو التكتيك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصحيح أسباب الإخفاق تصحيح أسباب الإخفاق



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab