أردوغان وساطة فاشلة

أردوغان وساطة فاشلة

أردوغان وساطة فاشلة

 عمان اليوم -

أردوغان وساطة فاشلة

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا أعتقد أن هناك جماعة أخرى متورطة فى جرائم الإرهاب التى تقع فى ربوع مصر الآن مهما تعددت أسماؤها وعناوينها سوى جماعة الإخوان بقياداتها وكوادرها وأنصارها وطابورها الخامس الذى ينتشر فى كل أرجاء مصر ، توجه جرائمها إلى الشرطة والأمن والقوات المسلحة فى عمليات غادرة تستهدف مواقع شرطية نائية وأفراداً أغلبهم غير ذى صلة يحرسون موقعاً مدنياً هنا أو هناك، فإذا تصورت الجماعة وهماً أنها قادرة على شن هجوم مؤثر يكون نصيبها فى الأغلب هزيمة قاسية تتكبد فيها خسائر جسيمة كما حدث فى الهجوم الأخير على بعض الأكمنة فى منطقة رفح ، عندما وجد المهاجمون أنفسهم محاصرين تحت وابل من نيران قوات الحراسة الأرضية وعمليات القصف التى تقوم بها قوات جوية ذات جاهزية عالية خرجت فى التو واللحظة تعمل فيهم القتل والتدمير ومع ذلك كررت الجماعة الخطأ ذاته فى صحراء الإسماعيلية بعد يومين لتفقد المزيد من القتلى والجرحي!

ولست أفهم سبباً عقلانياً واحداً لغزارة عمليات الهجوم التى تشنها جماعة الإخوان إلا أن يكون الهدف الانتقام من موقف مصر من الأزمة القطرية وإصرارها على مواصلة حربها على الإرهاب إلى أن يتم اجتثاث جذوره وتتوقف عمليات تمويله فى ظل ضمانات ورقابة دولية تتابع تنفيذ شروط أى اتفاق يُعقد مع قطر لأن قطر لم تحترم الاتفاق الذى وقعته عام 2014 وكان يتضمن الشروط نفسها التى ترفضها الآن! .. ، وربما تكون جماعة الإخوان اختارت هذا التوقيت لتكثيف جرائمها إبراء لساحة قطر التى تعانى من مقاطعة جيرانها وأشقائها وتتعرض لضغوط دولية تطالبها بوقف تمويلها لجماعات الإرهاب لأن قطر وجماعة الإخوان فكراً وعملاً وتاريخاً شريكان أساسيان فى جرائم إرهاب الشرق الأوسط لمصالح مشتركة لم تعد خافية على أحد! ومن المؤكد أن جماعةالإخوان تعرف جيداً أنها جماعة بلا مستقبل تتفسخ وتزداد كل يوم انقساماً ، وأن تضييق الخناق على قطر يعنى تقزيم قدرة جماعة الإخوان على القيام بأى عمل مؤثر ، خاصة أن أوضاع تركيا شريك قطر الأساسى فى تمويل جماعة الإخوان على كف عفريت ، يمكن أن تتعرض للنكوص فى ظل ظروفها الداخلية التى تفتقد الاستقرار بسبب سياسات رجب طيب أردوغان الذى يصر على أن يحكم تركيا بالحديد والنار ، فضلاً عن أن تركيا لا تملك هذا الثراء العريض الذى تملكه قطر ولا تستطيع أن تنفق دون حساب أو رقيب كما يفعل أمير قطر الذى يعامل بلاده وكأنها«عزبة» يتصرف فيها كيف يشاء!

وما من شك أن رفض الدول الأربع السعودية ومصر والإمارات والبحرين أى حلول وسط مع الإرهاب وعودة وزير الخارجية الأمريكى من رحلة وساطته خالى الوفاض وإصرارها على ضرورة أن يكون أى اتفاق لوقف تمويل جماعات الإرهاب توقعه قطر مشمولاً بالنفاذ العاجل، إضافة إلى ضمانات دولية تراقب وتتابع شروط التنفيذ هو المخرج الصحيح للأزمة القطرية مهما طال الخلاف أو تصاعدت ردود أفعاله ، لأنه بدون اجتثاث الإرهاب ووقف تمويله سوف يستمر خراب الشرق الأوسط وربما العالم أجمع ، ومن المؤكد أنه لا أمل البتة فى تحقيق أمن العالم واستقراره إلا إذا تكسر الإرهاب على صخرة مصر، ولقى هزيمة منكرة والتزم المجتمع الدولى عقاب كل دولة تقدم العون المادى والمعنوى له!

وبهذا المنطق الواضح الذى تلتزم به الدول الأربع يصبح السؤال المهم ، هل يمكن أن تحمل وساطة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان شيئاً مفيداً، وهو الضالع فى تمويل جماعة الإخوان، وأحد اسباب تضخم داعش ، والمنحاز سلفاً إلى قطر ، ولماذا يصر أردوغان على وساطة غير نزيهة حصادها الوحيد عودته بخفى حنين؟!

المصدر : صحيفة الأهرام

omantoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان وساطة فاشلة أردوغان وساطة فاشلة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab