بقلم : مكرم محمد أحمد
أعتقد ان افضل تكريم لسيرة العالم المصرى النابغة د.أحمد زويل هو تنفيذ ما جاء فى وصيته من ضرورة استمرار الاهتمام بمشروعه العلمى الكبير(مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا)،والمحافظة عليها صرحا شامخا يختص بأبحاث الطبيعة والكيمياء النووية وعلوم الليزر وتطبيقات النانو تكنولوجي،مع استمرار جهود متابعة نشاطه فى مراقبة حركة الإلكترونات داخل النواة وضبطها وتصوير تفاعلاتها على مدى الفيمتو ثانية التى تمثل واحدا على جزء من مليون مليار جزء من الثانية،والتى نجح د.احمد زويل فى ضبطها وتسجيلها بالصورة فى واحدة من أعظم اكتشافات علوم الكيمياء الحديثة، التى فتحت أفاقا واسعة بغيرحدود لاستخدام العلم فى تقدم الحياة الانسانية على جميع المستويات العلمية والصناعية والصحية..،وما لم يخضع هذا المشروع (مدينة زويل) لإشراف ورعاية الرئيس السيسى المباشرة لتجنيبه أخطار البيروقراطية المصرية فيمكن مع الاسف ان يذهب المشروع إلى سراب!.
لقد عرفت د.زويل فى فترة جد مبكرة وكانت(المصور)اول مجلة تعرض نجاحاته وإنجازاته قبل ان يجئ إلى مصر، ونشرت له صورة بحجم غلاف المجلة كسرت لأول مرة فى تاريخ الصحافة المصرية احتكار رئيس الجمهورية لصور الغلاف، وتواصلت علاقاتنا نحرضه فى أكثر من حوار منشور على صفحات المجلة على ان يخرج من دائرة الخلافات البيروقراطية التى عطلت مشروعه سنوات طويلة إلى ان تحقق الحلم وفتحت المدينة أبوابها بالفعل، وهو حلم كبير لابد ان نعض عليه بالنواجذ لعلنا نستطيع توطين مدرسة حديثة لبحوث الكيمياء فى مصر إعلاء لذكرى عالم مصرى فذ وعظيم، حاول من خلال مشروعه الوطنى مخاطبة تخصصات علمية جديدة تحتاجها مصر هى لب تقدم عصرنا الراهن من خلال مدينته لبحوث العلوم والتكنولوجيا الحديثة.
رحم الله د.أحمد زويل الذى كان اول من حصل على جائزة نوبل من المصريين ليرفع اسم مصر عاليا فى عنان السماء، ثم تبعه بطرس غالى أمين عام الامم المتحدة، وكان ثالثهم خالد الذكر نجيب محفوظ استاذ الرواية العربية ورائدها..،خاصة بعد ان قرر د.زويل العودة إلى مصر والانغماس فى مشكلاتها العلمية والتعليمية بهدف تحديث وتطوير جهود البحث العلمى والارتقاء بمستويات التعليم فى مصر ليواجه مشكلات كبيرة مع مجموعات ضخمة من البيروقراطيين والحاسدين حاولوا تعويق مشروعه، لكنه قاوم ولم يستسلم وواصل جهوده، وفاء لوطن تكفل بتعليمه إلى ان حصل على الثانوية العامة من مدرسة دمنهور الثانوية التى كانت أول مقصد يزوره بعد عودته.