مكرم محمد أحمد
فى اجتماع مهم رأسه وزير الثقافة د.جابر عصفور، جمع رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب مع عدد من المثقفين والشخصيات العلمية والادبية، فى اطار المجلس الاعلى للثقافة دون ان يقتصر على اعضائه،
دار نقاش طويل حول الدور المطلوب من المثقفين المصريين فى هذه الظروف الصعبة، وهل تكون الأولوية للدفاع عن سياسات الحكم، واقناع المواطنين بضرورة اجتراع أدوية الاصلاح الاقتصادى مهما تكن مرة وثقيلة وتحمل المزيد من التضحيات، لانه ما من حل عاجل يمكن انجازه يختصر الزمن، ويزيل جبال المعوقات التى تفوق فى صلابتها جبال الجرانيت كما قال رئيس الوزراء، ويخفف آلام المواطنين على وجه السرعة، ام تكون الاولوية للدفاع عن حقوق الانسان المصرى خاصة حقه فى المعرفة والكرامة، وضرورة احترام حريات الرأى والتعبير والحق فى الاختلاف، وعدم جواز حبس الصحفيين فى قضايا الرأى كانوا من المصريين او الأجانب، ومصالحة شباب الثورة، لان الالتزام بهذه الاهداف يساعد على توسيع وتعميق علاقات الثقة بين الناس والحكم فى مواجهة سيل من المؤامرات المتوقعة التى تستهدف تفكيكها.
ورغم اختلاف وجهات النظر حول جميع هذه القضايا، يكاد ينعقد اجماع المثقفين على ضرورة الاسراع بمحو عار الأمية فى برنامج جاد لا يستغرق أكثر من 5سنوات، واصلاح الخطأ الذى حدث نتيجة فصل الآثار عن الثقافة فى وزارتين مستقلتين، والسعى إلى تحقيق التكامل بين انشطة الساحات الرياضية وانشطة قصور الثقافة وتوحيد اماكنهما قدر الامكان، لكن الاولوية القصوى ينبغى ان تكون لتحصين عقول الاجيال الجديدة من اخطار الفكرالمتطرف، من خلال إعادة نظر شاملة فى دور المدرسة والمناهج التعليمية وإجهزة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى لضمان تربية صحيحة لهذه الاجيال، تمكنهم من استخدام عقولهم على نحو صحيح يميز بين الخرافة والدين، ويعلمهم السماحة والديمقراطية وقبول الآخر وحسن استخدام العقل ورفض التعصب واحترام النظرة العلمية، كما يعلمهم آداب الحوار وضرورات الفصل بين الدين والسياسة، ويتصل بهذا الجهد تنشيط كل القوى المبدعة وجميع ادوات التواصل لغرس هذه القيم فى عقول شبابنا،لأن وقاية اجيالنا الجديدة هى نقطة البدء الصحيح لبناء دولة مدنية قانونية ينتفى منها كل صور العنف والارهاب.