مكرم محمد أحمد
يراهن المشير السيسي بعد نجاحه علي أستدعاء قدرة المصريين علي الفعل والانجاز، من اجل تحقيق مشروعه الوطني الكبير الذي يضم حزمة من الاهداف المترابطة،
تبدأ بدحر الارهاب وهزيمته وصولا إلي تعزيز قدرة الارادة الوطنية وتحصين استقلالها، والنهوض بخطة تنمية طموح تجني ثمارها كل فئات المجتمع المصري،وتفتح الطريق لبناء مجتمع ديمقراطي صحيح تظلله قيم العمل والصدق والاتقان والشفافية، وتحرسه دولة قادرة ومؤسسات قوية تحسن التخطيط والابتكار والمتابعة، وتملك قرون استشعار يقظة تمكنها من النفاذ إلي عمق المشكلات، وتعرف قيمة الوقت وضرورة الانجاز، وتقدرعلي تفعيل وتجنيد آليات صحيحة وجديدة تضمن حسن التطبيق.
ولانه يعرف أن صلاح الاحوال ينهض بإقامة العدل، يشدد المشير السيسي علي قيم الدين الصحيح التي تجعل نزاهة القصد ونظافة اليد وسلامة القلب ويقظة الضمير صفات اساسية مطلوبة من الحاكم وبطانته لان الناس علي دين ملوكهم، وان صلح الحكم صلحت الرعية..،والواضح من ثنايا حواراته الاخيرة انه يعرف مصرعلي نحو جيد ويدرك عمق مشكلاتها المركبة علي نحو مفصل، ويعرف ان الحلول مركبة تتطلب العمل علي كل الجبهات، كما يعرف المصريين عن قرب، ويدرك عيوبهم وميزاتهم، ويعرف كيف يخاطبهم ويلمس اوتارهم الحساسة، ولديه قدرة فريدة علي ترويض نوازعهم نحو الافضل، وله في هذه القضية قواعد واضحة تجعله حريصا علي ان يخاطب قلوبهم وعقولهم، يدرك ضرورة وحدة جبهتهم الداخلية وهم يخوضون غمار تحديات صعبة، ويتفهم ما هو اصيل لا يبلي في الشخصية المصرية وما هو طارئ يمكن تعديله وتغييره.
ولهذه الاسباب سوف ينجح السيسي في استدعاء قدرة المصريين علي الفعل والانجاز، وسوف يتمكن من حشد قدراتهم لبناء الدولة القوية بعد ان نجح في كسب عقولهم وقلوبهم، وسوف يخوض بهم معارك ناجحة ضد العوزوالجهل والاستغلال، تجعل ايام حكمه ملحمة بناء ضخم،تعيد لنا تجليات مقاومة العدوان الثلاثي واصداء معركة السد العالي وامجاد يوم العبور العظيم.