مكرم محمد أحمد
لم تفلح جهود رئيس الوزاء نورى المالكى فى تقليص سطوة داعش على هذه المساحات الشاسعة من الاراضى العراقية، ولاتزال محاولات استعادة مدينة تكريت من ايدى داعش تواجه مصاعب ضخمة،
حيث يدور القتال الآن حول مبنى الجامعة خارج المدينة، فى الوقت الذى تمكنت فيه قوات داعش من الاستيلاء على مدينة تل عفر جنوب الموصل..، ولايزال رئيس الوزراء نورى المالكى يعارض تشكيل حكومة وحدة وطنية بديلا عن حكومته،امتثالا للفتوى الاخيرة التى اصدرها آية الله السيستانى المرجعية الشيعية الاعلى فى العراق،تطالب العراقيين بضرورة اختيار رئيس وزراء جديد بدلا من المالكى يحفظ وحدة الدولة والارض العراقية،ويخفف من سياسات المالكى الطائفية التى همشت مصالح سنة العراق واغضبت اكراد الشمال.
ولان داعش تمكنت من عدد من الاهداف الاستراتيجية الكبرى من خلال سيطرتها على هذه المساحات الشاسعة، تبدأ بحقول البترول السورية شرق مدينة الرقة،إلى مصفاة البترول فى مدينة جيجى التى تنتج ثلث وقود العراق وتعد اكبر مصفاة عراقية، إلى القاعدة الجوية العراقية الضخمة شمال مدينة تاج، إلى سد الحديثة قريبا من مدينة الحديثة، وجميعها يشكل أهدافا حيوية زادت من قوة داعش،وجعلت هزيمتها امرا صعبا يفوق قدرةالجيش العراقى والميليشيات الشيعية، وربما لهذا السبب نصب ابوبكرالبغدادى رئيس الجماعة نفسه خليفة للمسلمين واميرا للمؤمنين، مطالبا المسلمين فى كل انحاء العالم بتقديم البيعة له، لان من يمتنع يعتبر مارقا يحل ان تفلق رأسه بالرصاص مهما يكن شخصه!.
ومع تعذرالوصول إلى تسوية سلمية مع داعش من خلال التفاوض، وسيطرتهاعلى هذه المناطق الشاسعة باهدافها الحيوية ينتظر الجميع ساعة الصفر التى سوف تزيد وضع العراق سوءا، خاصة ان اكثرمن مليون عراقى غادروا بيوتهم إلى الشمال فى كردستان هربا من حرب أهلية ضروس، يدرك الامريكيون صعوبة كسبها ما لم يتم تشكيل تحالف مريب يجعل طهران وواشنطن حلفاء فى حرب جديدة ضد داعش، تتطلب معاونة السعودية التى تبدى قلقا عميقا من احتمال سقوط المزيد من الضحايا المدنيين فى عراق بائس يعانى التمزق والفوضى واهدار حياة مواطنيه.