مكرم محمد أحمد
كان المصريون اول من انتصر لشركة اينى الايطالية عندما خرجت عن المألوف فى ستينيات القرن الماضى ، وقدمت اول عقد لمشاركة منصفة بين شركات البترول العالمية والدول المنتجة يقوم على تقاسم الارباح الصافية بدلا من الاحتكار، ومنذ هذا التاريخ حافظت اينى التى تملك الحكومة الايطالية ثلث اسهمها على سمعتها كشركة منصفة تحارب الاحتكار ، لتصبح الآن الشركة البترولية الاولى فى افريقيا بعد نجاحها فى اكتشاف حقول الغاز فى موزمبيق التى يصل حجم احتياطياتها الى اكثر من 85 تريليون قدم مكعبة! ثم جاء نجاحها الساحق فى مصر بكشفها الاخير فى مياه مصر الاقليمية على البحر الابيض الذى يعد اكبر كشف بترولى فى مصر والبحر الابيض ، تزيد حجم احتياطياته المؤكدة على 30 تريليون قدم مكعبة فى حقل مساحته لا تزيد على 100 كيلو متر مربع ، يمكن ان يغطى انتاجه استهلاك مصر من الطاقة لأكثر من 10 سنوات قادمة ..، ولأن اينى هى التى اعلنت الخبر على العالم ، لم يعد هناك ما يبرر ادعاءات البعض ان الكشف الجديد مجرد كذبة بيضاء ، اعتادت نظم الحكم فى مصر ان تطلقها كلما ضربت مصر ازمة اقتصادية كبيرة لإخراج المصريين من حالة الاحباط وانعاش آمالهم فى غد افضل !.
لكن قيمة الكشف الكبرى انه يأتى فى الوقت الصحيح ليطلق بشري خير مستحقة للمصريين الذين لم يتأخروا عن اداء واجبهم على النحو الاكمل تجاه وطنهم فى ثورة يونيو واسقطوا حكم المرشد والجماعة ، ونفضوا عن الدين الاسلامى اكبر عملية تشويه وخداع واستغلال جعلت الدين مجرد مطية للوصول الى الحكم ، ويصرون الآن على الاستمرار فى حربهم على الارهاب الى ان ينجحوا فى اجتثاث جذوره ..، وما من شك ان الكشف البترولى الضخم فى هذا التوقيت الصعب يحمل اشارة تفاؤل خضراء تؤكد ان مصر سوف تبقى المحروسة ابدا وانها تنطلق على مسار صحيح يحظى بتأييد الله وعونه ، وسوف تعبر آمنة حواجز الفقر والتخلف الى مستقبل افضل ، ان استوعب المصريون الدرس وادركوا ان البشارة تأتى فى وقت صحيح لتحثهم على المزيد من العمل والبناء، واظن ايضا ان الكشف الضخم يمثل اعظم هدية للرئيس السيسى تأتيه من السماء دون انتظار او توقع لتزيد من ثقته بقدرته على النهوض بمصر الى مستوى الآمال التى ينشدها لتصبح بالفعل دولة عزيزة ناهضة تصنع مستقبلها اعتمادا على نفسها.