مكرم محمد أحمد
فجأة تحول محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية فى نظر الخارجية الامريكية إلى شخصية استفزازية مخيبة للآمال!، تقوض الجهود لايجاد مناخ إيجابى يساعد على بناء سلام عادل!،
وأصبح فى نظر الخارجية الاسرائيلية شريرا يحرض على العنف، لا يصلح شريكا لعملية السلام!، لانه دعا من فوق منبر الجمعية العامة لمجلس الامن إلى إعلان موعد محدد لانهاء الاحتلال الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية، بعد 14 عاما من التفاوض الفاشل مع إسرائيل منذ اتفاقات اوسلو، لم تثمر سوى تعميق الاحتلال الاسرائيلى للضفة، وتوسيع حجم المستوطنات، وهدم منازل الشعب الفلسطيني،وقتل شبابه ونسائه واطفاله فى جرائم حرب مسجلة صوتا وصورة!.
كفر ابومازن وجاوز حدوده وحان وقت عقابه كما فعلوا مع عرفات، لانه رفض العودة إلى هذه الحلقة المفرغة من المماطلة والخداع والتفاوض الفاشل!..،لم يعلن ابومازن تاريخا محددا لاستقلال الدولة الفلسطينية وان طلب ان يتم ذلك قبل نوفمبر 2016، ولم يعلن ذهابه إلى المحكمة الجنائية الدولية يطلب منها نظر جرائم الحرب التى ارتكبها قادة إسرائيل فى غزة وان اعلن ان الشعب الفلسطينى لن يغفر ولن ينسي، ولم يصدر قرارا بوقف التنسيق الامنى مع إسرائيل، ولم يدع شعبه إلى إعلان العصيان المدنى على سلطة الاحتلال التى تهينه كل يوم وتقتحم الضفة الغربية دون علمه، تفعل ما تشاء بمن تريد دون اعتبار لوجوده وسلطاته..، وبرغم كل ذلك مد ابو مازن حبال الصبر لاكثر من 14عاما يأكل الحصرم، ويعانى المهانة، وبدلا من قيام الدولة الفلسطينية واصلت إسرائيل الاستيلاء على اراضى الفلسطينيين بقوة السلاح والاحتلال، واستمرت فى عملية بناء المستوطنات على اراضى الضفة تحت اعين الامريكيين، وعزلت القدس الشرقية عن باقى الضفة لتخلق واقعا جديدا على الارض يجعل الحل الاسرائيلى هو الحل الوحيد المتاح، والواضح من تصريحات المسئولين الامريكيين عزم واشنطن على استخدام الفيتو ضد مشروع قرار تعتزم السلطة الفلسطينية تقديمه لمجلس الامن يمكن ان يلقى تأييدا عالميا واسعا، لتزداد حدة المواجهة بحيث لا يجد محمود عباس أمامه متنفسا سوى الذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية.