مكرم محمد أحمد
ربما يتمكن السلفيون بالفوز بعدد من مقاعد البرلمان القادم لكنها لن تصل أبدا إلى حدود أغلبية المجلس، لان كل التيارات السياسية والقوى المدنية الجديدة تتربص بالسلفيين وتحاول كسر شوكتهم، ولان غالبية الناخبين المصريين يرفضون الآن الخلط بين السياسة والدين، فضلا عن مخاوف اقباط مصر من ان ياخذ السلفيون مصر إلى متاهات صعبة تذكرهم ببرلمان جماعة الاخوان، وتغلق ابواب التسامح والاعتراف بالآخر والقبول بمشاركته .
وأظن ان موقف الحزب الوطنى لن يكون أسعد حالا من موقف السلفيين رغم ان عددا من نجوم الحزب الوطنى تصدروا طوابير المرشحين للانتخابات البرلمانية فى المحافظات، لكن مع استمرار عزوف معظم نجوم الحزب الوطنى الكبار عن العودة إلى الحياة السياسية، فأغلب الظن ان الحزب الوطنى سوف يندثر تماما، وان كانت هناك فرصة لعدد من افراده يمكن ان يتسربوا إلى مقاعد المجلس القادم ضمن القوى القبلية والعائلية .
ومع الأسف فإن اغلب الاحزاب المدنية التى من حقها أن تترشح على المقاعد الفردية اضافة إلى القوائم الحزبية، تعانى من التفكك والخلافات الفوقية والانقسامات الرأسية التى تمنعها من الحصول على نسب مؤثرة من مقاعد المجلس الجديد، بينما تنشط جماعات من المستقلين الجدد فى المحافظات يقدمون أنفسهم للناخبين باعتبارهم نشطاء جددا لم تلوثهم الحياة السياسية السابقة، لكن معظم الاخطار فى انتخابات الاقاليم سوف يكون مصدرها محاولات شراء اصوات الناخبين التى يمكن ان تجابه بعقوبات رادعة، لان الحكومة تصر على ان تجرى انتخابات شفافة نزيهة لا مكان فيها للتزوير أو التدليس .
وأغلب الظن ان التحرك السياسى على الساحة الانتخابية سوف يتركز على حملات قوى الشباب لتحذير المواطنين من مغبة التصويت بالجملة لصالح السلفيين ، لكن مشكلة الانتخابات القادمة الكبرى تتمثل فى غياب المنافسة الجادة بين تجمعات المرشحين التى تساعد على رفع نسب حضور الناخبين امام صناديق الانتخاب ، وتزيد من حماس المعركة وسخونتها.، ويضاعف من تعقيد الوضع غياب حزب معارض يكمل صورة الانتخابات الديمقراطية ويوجد مناخا تنافسيا يزيد حماس المعركة وسخونتها..،وثمة مخاوف حقيقية من ان يؤدى غياب وجود حزب معارض وفتور الحملة الانتخابية،وغياب اسماء لامعة يمكن ان تجلب المزيد من حضور الناخبين إلى ضعف إقبال الناخبين على صناديق الانتخابات،الامر الذى يتطلب علاجا سريعا لهذه المشكلة، يوسع من نطاق المشاركة السياسية ويدفع الناخبين الى الاحتشاد امام الصناديق يوم الانتخاب .