مكرم محمد أحمد
اختصر الامريكيون حوارهم الاستراتيجى مع القاهرة ليوم واحد، نجح الجانبان خلاله فى الاتفاق على ضرورة عودة العلاقات الامريكية المصرية الى سابق قوتها، مع التزام امريكى قوى بمساندة مصر فى حربها على الارهاب، سواء على جبهة سيناء او على الجبهة الغربية عند حدود ليبيا، حيث تحاول داعش تعزيز وجودها هناك.. وهذا فى حد ذاته يمثل انجازا طيبا ذاد من قيمته تسليم واشنطن مصر جزءا مهما من المعونة العسكرية.
ومع ذلك ثمة خلافات اخرى تتعلق بموقف واشنطن من جماعة الاخوان المسلمين لا تزال باقية تعكر صفو العلاقات بين البلدين، لعل اهمها دعوة الوزير جون كيرى المصريين الى التسامح مع تظاهرات جماعة الاخوان المسلمين ـ بدعوى التفرقة بين من يمارسون العنف وبين من يريدون مجرد التعبير عن اراء تختلف مع رأى الحكم !، ومع الاسف يعرف الوزير كيرى ان غالبية تظاهرات جماعة الاخوان ان لم يكن جميعها لم تكن ابدا تظاهرات سلمية، وان الجماعة استخدمت السلاح فى معظم تظاهراتها التى سقط فيها عدد من الضحايا بينهم صحفيين مصريين كانوا يتابعون المظاهرات، واظن ان الوزير كيرى اخذ علما بالتعريف الجديد الذى ابتكرته قيادات جماعة الاخوان لمعنى التظاهر السلمى الذى يمكن ان يستوعب القاء الشحنات الناسفة فى الشوارع والاحياء الشعبية، وترصد رجال الشرطة والجيش بالقتل مع اسرهم، وتدمير سياراتهم الخاصة والعامة، ونسف ابراج الكهرباء، وتخريب منشآت الوطن الاقتصادية.
لقد كنا نأمل من الادارة الامريكية وقد بدأت تفيق الى اهمية الدور المصرى فى محاربة الارهاب ان تصدر اعترافا واضحا بان جماعة الاخوان المسلمين، او على الاقل فرعها الرئيسى فى مصر جماعة ارهابية، يوثق جرائمها احداث وتقارير واحكام قضائية لا يجوز اهدارها، تؤكد ان الجماعة هى التى تدبر وتخطط وتمول كل هذه الجرائم وهى صاحبة المصلحة الوحيدة فى استمرارها، اما ان تصر الادارة الامريكية على تبرئة جماعة الاخوان وتخرجها من دائرة الجماعات الارهابية كالشعرة من العجين، متجاهلة الراى العام المصرى وخبرة الشعب المصرى ومعايشته لجرائم الارهاب فامر يدعو الى الدهشة والعجب، رغم ان القول الفصل فى هذه القضية هو حق مطلق للشعب المصرى الذى يعانى من جرائم الارهاب، ويلعن جماعة الاخوان صباح مساء كل يوم ويبغضها حتى العظم..، فهل تفيق واشنطن فى يوم قريب الى هذه الحقائق الدامغة.