مكرم محمد أحمد
لو أن مصر نجحت فى الترويج لفكرة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومشروعه المهم بأن ينعقد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى مرة كل عام، يجمع بين الحكومات غنيها وفقيرها،
والمؤسسات المالية الإقليمية والعالمية، والشركات العابرة للقارات بهدف تيسير فرص وصول الاستثمارات العالمية إلى وجهتها الصحيحة فى الدول النامية، والترويج لمشروعات التنمية الضخمة التى تساعد على حصار الفقر، وتعمل على تحسين جودة حياة شعوب كثيرة، ومتابعة تجارب التنمية والاستثمار،واستخلاص الدروس المستفادة من اخطاء التطبيق وتصحيحها، سواء كان مصدر هذه الاخطاء بيروقراطية الحكومات او تلكؤ مؤسسات التمويل أو الخلل فى تنفيذ الشركات العالمية لالتزاماتها فى العقود المبرمة.
و لو تحقق هذا الهدف، لأصبح مؤتمر شرم الشيخ حدثا اقتصاديا عالميا يقصده العالم أجمع، يكمل مؤتمر دافوس الذى يجمع القوى المالية العالمية، ويسد النقص الفادح فى وظيفته الذى جعله عرضة لانتقادات واسعة من دوائر عديدة فى الرأى العام العالمى ترى حتمية معارضته والتشهير بانعقاده، وتنظيم المظاهرات المعادية التى تسخر من أهدافه بأعتباره تجمعا خاصا يجسد العولمة المتوحشة، يحصر همه الأول فى تحقيق مكاسب مهولة على حساب اقتصاديات الدول النامية، وما من شك أن انعقاد مؤتمر شرم الشيخ على هذا النحو سوف يسد نقصا بالغ الأهمية فى أداوت الاقتصاد العالمي، لانه يمكن ان يكون جسرا يربط مصالح شعوب العالم، ويخفف كثيرا من أمراض العولمة المتوحشة، ويروج لمشروعات كبرى عديدة تخدم تجمعات دولية يربطها الجوار الجغرافي، او تتشارك فى الاستفادة من مصادر طبيعية مشتركة تحتاج إلى الرعاية والتنمية والحفاظ على مقدراتها.
ومن المؤكد أن الانعقاد الدولى للمؤتمر سوف يمكن الأطراف الثلاثة شركاء التنمية (الحكومات والمستثمرون ومنظمات التمويل العالمية)من تحقيق الفائدة القصوى من هذا اللقاء، الذى يجرى على أرض شرم الشيخ أجمل مدن العالم قاطبة واكثرها حبورا وتنوعا، تهيئ للجميع مكانا فريدا يجمع بين العمل الجاد والمتعة الهادئة بجمال الموقع والطبيعة.