مكرم محمد أحمد
لا ينبغى للمصريين أن يغفلوا أو ينسوا لحظة واحدة أن داعش أصبح لها موطئ قدم فى سيناء بفعل تحالفها مع جماعة الاخوان المسلمين
يتحتم ابادته ونسفه دون رحمة، واستخدام كل الأساليب والأدوات التى تساعد على انجاز هذا الهدف فى أسرع وقت ممكن، دون انتظار لملاحظات الغرب أو الأمريكيين، أو الاكتراث بأراء جماعات حقوق الانسان لأن داعش تمثل خطرا وجوديا حالا على مصر يتحتم اقتلاعه.
صحيح أن التقارير المحايدة التى صدرت عن وكالات أنباء أجنبية أجرت أخيرا عددا من المقابلات مع قادة تنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء تؤكد أن التنظيم خسر ما يقرب من ألفى مقاتل ما بين أسير وقتيل خلال المعارك الأخيرة فى سيناء، وأن الانتشار الكثيف لقوات الأمن والجيش فى المنطقة الواقعة ما بين العريش ورفح يحرم هذه الجماعات من الامساك مرة أخرى بزمام المبادأة، كما أن اغلاق الأنفاق وتوسيع المنطقة العازلة جعل من الصعوبة بمكان على فلول هذه الجماعات المناورة والهرب بعد ارتكاب جرائمهم الى داخل قطاع غزة، كما جعل حصولهم على امدادات الأسلحة والذخائر مسألة أشد صعوبة، لكن ذلك كله لا يكفى دليلا على أن المعركة ضد داعش فى سيناء تحقق أهدافها، الا أن ترتفع أصوات هذه الجماعات تطالب بوقف اطلاق النار من جانب واحد لأن القضاء على داعش ضرورة حتمية، بديلها الوحيد أن يزداد خطر داعش قوة وانتشارا، وأن تشتد حملاتها النفسية على الجبهة الداخلية بهدف تقويض الروح المعنوية لأن داعش هى الموت والظلام والاستبداد مجتمعين.
كما أن الحرب على داعش ينبغى أن تكون سريعة وحاسمة لا يطول أمدها الى سنوات كما يتوقع الغرب والأمريكيون، لأن أى استراتيجية تطيل أمد الحرب على داعش تخدم بالضرورة جماعات الارهاب التى يدخل ضمن أول أهدافها استنزاف قدرة المصريين على الصمود والتصدى وتعويق خطط التنمية، وما من شك أن تخصيص عشرة مليارات جنيه لتنمية مشروعات سيناء فى الوقت الذى تستمر فيه الحرب على الارهاب يقدم الحل الصحيح الذى يضمن الحفاظ على صمود الجبهة الداخلية، ويحيى الآمال فى بزوغ غد جديد أكثر اشراقا، خاصة اذا تم توجيه هذه الاستثمارات لتوسيع رقعة الأرض المنزرعة فى سيناء اعتمادا على مياه النيل.