مكرم محمد أحمد
يبالغ الغرب فى تصوير حدة الاستقطاب فى مصر، وتصر صحافته على ان تقدم مصرإلى العالم باعتبارها امة منقسمة على نفسها!، لاتزال تعانى من استقطاب حاد يقسم جبهتها الداخلية إلى معسكرين متحاربين،
يتعذر فى وجودهما ان تحقق مصر الامن والاستقرار فى المستقبل القريب!..، ومع الاسف لايقول الغرب وصحافته ان حالة الاستقطاب هى نتاج حكم جماعة الاخوان المسلمين الذى قسم البلاد إلى فسطاطين، فسطاط للكفر وفسطاط للايمان!، ولا يقول الغرب وصحافته ان الغالبية العظمى للمصريين ترفض حكم الجماعة بعد ان تحولت إلى الارهاب، وترفض دمجها فى الحياة السياسية إلا ان تغسل يدها من كل صور العنف، وتعتذر للمصريين عن الجرائم التى ارتكبتها فى حق الشعب المصري، وتعلن من جانب واحد وقف كل أعمال العنف وقبولها لحكم القانون.
وما من شك ان التزام مصر المعلن بالامتناع عن كل صور العقاب الجماعى بما فى ذلك العزل السياسى والاعتقالات الجماعية، وفتح الابواب على مصاريعها لمشاركة كل من لم يرتكب جريمة فى حق وطنه ولا يحمل على يديه اثار دماء مصرية يشكل عاملا اساسيا يخفف حدة الاستقطاب، خاصة بعد ان تاكد للمصريين ان القضية فى جوهرها هى قضية صراع على السلطة لا علاقة لها بالدين، وان الذرائع الدينية التى استخدمتها الجماعة مجرد كذب وخداع!
لكن ما من شك ايضا ان مصر تحتاج إلى تعزيز وفاقها الوطنى فى المرحلة القادمة، بتطبيق هذه القاعدة على كافة القوى السياسية، بحيث تنتفى كل صور التمييز السلبى بين شرائح الشعب المختلفة بما ذلك الفلول، إلا ان يكون احد منهم قد ارتكب جريمة فى حق وطنه، وأظن ان المهمة الاولى بالرعاية الآن هى تحقيق المصالحة بين أجيال مصر المختلفة، وردم الهوة الواسعة التى تفصل بين جيل الابناء وجيل الاباء، والاسراع بدمج الشباب فى عملية بناء الدولة الجديدة بحيث يكونون شركاء اصليين فى صنع المستقبل، اما جماعة الاخوان فيتحمل مسئولية اخطائها القاتلة قادتها اعضاء مجلس الارشاد الذين يمثلون امام القضاء، وسوف يأتى حسابهم العسير ان آجلا أو عاجلا من داخل الجماعة.