مكرم محمد أحمد
كان لابد ان ندفع هذا الثمن الباهظ من دماء المستشار الجليل هشام بركات ودماء العشرات من رجال الجيش والامن، استشهدوا في اليوم التالي لحادث الاغتيال الخسيس، في معركة باسلة حول مدينة الشيخ زويد،كي نعيد النظر في أسلوب مواجهاتنا لجماعات الارهاب، وندرك بالفعل اننا نواجه معركة حياة ووجود، ونجابه عدوا شريرا يملك عباءات مختلفة، لكن عنوانه الوحيد هو جماعة الاخوان المسلمين التي تخطط وتمول وتدبر وتنسق جرائمها علي هذا النحو الشرير، تضرب بسياراتها المفخخة وفي توقيت متزامن امن المصريين في القاهرة ومدينة اكتوبر وشبه جزيرة سيناء، ومع ذلك لا تزال تخادع البعض بادعاءاتها الكاذبة بانها جماعة سلمية تدافع عن حقها في التظاهر!، لكنها ابدا لم ولن تخدع الشعب المصري الذي يصر علي وضعها علي رأس جماعات الارهاب، وسوف ينجح بإذن الله في اجتثاث جذورها.
كان لابد ان ندفع هذا الثمن الباهظ كي ندرك تقادم ادواتنا التي نستخدمها في الحرب علي الارهاب،ابتداء من ادوات المتابعة والمعلومات التي تجعلنا دائما في وضع المفاجأة لغياب قدرتها علي الرؤية والتنبؤ والحساب الدقيق، إلي قوانين الاجراءات المثقوبة بثغرات واسعة تتيح للمجرم الافلات بجريمته دون عقاب،وتترك قلوب المكلومين من ابناء الشهداء وذويهم تحترق كمدا من غياب القصاص العادل، وتفسد العدالة الناجزة لتصبح بطيئة كالسلحفاة هي الظلم بعينه.
واظن اننا سوف ندفع المزيد من هذا الثمن الباهظ إلي ان يدرك كل مواطن انه مسئول عن امنه ومسئول عن امن وطنه، لان الدولة لاتسطيع أن تضع شرطيا امام كل بيت ودار يفتش عن الطالح من الصالح، علي حين يستطيع كل مواطن ان يكون رقيبا علي امن بيته وشارعه ومؤسسته، يكفي ان يبلغ بما يثير شكوكه وهواجسه فربما تكون شهادته سببا في انقاذ العشرات ان لم يكن المئات من الابرياء.
ولنتخيل جميعا ماذا كان يمكن ان يحدث لمصر لو نجح هذا المخطط الشرير وارتعدت فرائص الدولة بعد اغتيال النائب العام، ولم تملك شجاعة تغيير مسارها في الحرب علي الارهاب كي تكون اكثر صلابة وحزما، وما الذي كان يمكن ان يكون عليه الحال ان نجح الارهاب في تفجير السيارتين المفخختين عند اهدافهما المرسومة في مدينة6 اكتوبر، أو تمكن لاقدر الله من الاستيلاء علي مدينة الشيخ زويد في غمرة موجة ارهاب عاتية انتهت صفرا بفضل دماء شهدائنا الابرار.