مكرم محمد أحمد
سوف تبدأ الانتخابات الرئاسية اليوم وسط مؤشرات عديدة تؤكد أن حضور المصريين أمام الصناديق سوف يكون كاسحا رغم محاولات الجماعة تصعيد عمليات العنف،
لكن المصريين واثقون من قدرة الجيش والامن علي تأمين وصول الناخبين إلي الصناديق في يسر وأمان، يملؤهم يقين داخلي بن الله سوف يرعاهم وان أيام الانتخابات سوف تمر بسلام، وأن كل محاولات الجماعة سوف تبوء بفشل ذريع، وأن المصريين سوف يتمكنون مرة اخري من إدهاش العالم في يومين متفردين بخروجهم إلي الانتخاب أفرادا وحشودا يملؤها الزهو والفرح، رجالا ونساء شبابا وشابات، اسر بأكملها من الجد إلي الحفيد يرفعون أعلام مصر وهم في طريقهم إلي الصناديق وكأنهم في يوم عيد، ويقفون في طوابير تطول خارج المقر الانتخابي لمسافات طويلة لاختيار رئيسهم الجديد، ويؤكدون بخروجهم الضخم للعالم أجمع أستحقاقهم لديمقراطية مكتملة، يصنعونها بأنفسهم دون حاجة إلي وصاية دولية، بهية طازجة متعددة الالوان مصرية الشكل والمضمون تضفي علي الانتخابات مسحة جميلة من صور الديمقراطية المباشرة القديمة، التي كانت تجعل من الغالبية الساحقة للشعب جمعية عمومية صحيحة الانعقاد، تخرس ألسنة الذين لم يفهموا بعد أن المصريين قرروا الامساك بقدرهم.
وربما يكون الاختيار الأسلم لجماعة الاخوان اليوم، أن تقبع في جحورها خلال اليومين القادمين، لانها إن قامرت علي مصيرها وخططت لارتكاب جريمة ثقيلة الوزن، فسوف تحصد نتائج هذا العمل ردا فوريا كاسحا يقتلع الجماعة من جذورها، يضطر إليه شعب غاضب نفد صبره وضاق ذرعا بأفعال الجماعة وجرائمها التي استمرأت العنف والارهاب بحيث لم يعد امامه سوي ان يمسك القانون بيده، ويطارد الجماعة في كل مدينة وقرية وحارة وزقاق، لان الجماعة لا تريد ان تفهم حجم الغضب الذي يسيطر علي نفوس المصريين، ولا تريد أن تدرك أن الساعة جاوزت منتصف الليل وما من حل اخر سوي أن تغيب عن حياة المصريين السياسية الذين يتطلعون لبناء دولة قوية عادلة في مناخ مستقر آمن تكرث جهدها لتحسين حياة مواطنيها.