د.أسامة الغزالي حرب
فى مساء الجمعة الماضى (17/4) و بناء على دعوة قدمتها لى الزميلة العزيزة نورا كولويان المحررة بالأهرام ويكلي، تشرفت بحضور المعرض أو اليوم المفتوح الذى نظمته جمعية الثقافة الأرمينية (هوسابير) فى مقرها بمصر الجديدة بمناسبة الذكرى المئوية لإبادة الأرمن 1915،
أى المذبحة التى ارتكبتها قوات الإمبراطورية العثمانية ضد الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى التى يقدر الباحثون ضحاياها بين مليون ومليون ونصف مليون نسمة، والتى أصبحت مع المذبحة الجماعية التى ارتكبها هتلر ضد اليهود أو الهولوكوست ـ هى المقصودة بتعبيرالإبادة الجماعية فى التاريخ الحديث. وبالرغم من الإنكار التركى الرسمى لتلك المذبحة فإن أعدادا أكثر من المنظمات الدولية والدول تنضم إلى المعترفين بها، والتى كان آخرها البرلمان الأوروبى فى الأسبوع الماضي، وكذلك تصريحات أدلى بها بابا الفاتيكان مؤخرا. والمثير للدهشة والرثاء معا هو موقف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى قال إن اعتراف البرلمان الأوروبى بالمذبحة سوف يدخل من أذن و يخرج من الاخري! غير أن الاحتفال الذى حضرته للأرمن المصريين فى الحقيقة لم يكن يركز على المذبحة قدر اهتمامه بالتعريف بأقاليم أرمينيا المختلفة ومنتجاتها وأكلاتها المميزة، وعرفت مثلا أن إحدى بلاد أرمينيا هى الموطن الأصلى و الأهم لصناعة البسطرمة، كما أننى أعرف أن فاكهة اليوسفى إنما جلبها إلى مصر الأرمنى يوسف أفندي؟. غير أن الأهم من ذلك هو استرجاع تاريخ الأرمن الحافل فى مصر وحكاياته المثيرة منذ القدم، وكيف أن شجرة الدر مثلا كانت جارية أرمينية؟ أما تاريخ مصر الحديث فهو حافل بأسماء الأرمن المشاهير بدءا من نوبار باشا ، أول رئيس وزراء فى مصر فى عهد اسماعيل، وحتى أعلام الأرمن الذين نعرفهم جميعا كمواطنين مصريين لهم ابداعاتهم فى مختلف المجالات خاصة فى الموسيقى و الفنون والتصوير و الطباعة...إلخ مثل الفنانات نيللى و فيروز و لبلبة، وهل ننسى فنان الكاريكاتير العملاق صاروخان؟ غير أننى باعتبارى من عشاق الموسيقى الكلاسيكية لا يمكن أن أغفل الإشارة إلى الموسيقار الأرمنى الأشهر آرام خاتشادوريان الذى زار مصر و منحه الرئيس عبد الناصر عام 1961 وسام الفنون من الدرجة الأولي. تحية إلى أشقائنا المصريين الأرمن.