د.أسامة الغزالي حرب
عندما كتبت فى كلمتى يوم 18 نوفمبر الماضى بعنوان «وا أزهراه» متحدثا عن دور الأزهر كقلعة للإسلام الوسطى المعتدل، وعن أهمية تطهيره من العناصر الإخوانية الغريبة التى تسللت إلى جامعته،
تمنيت فى نهايتها أن يفكر الإمام الأكبر فى "رعاية مؤتمر عالمى اسلامى جامع، بغرض مواجهة التداعيات الخطيرة على صورة الإسلام والمسلمين التى أحدثتها ولا تزال تحدثها كل يوم ممارسات داعش وأمثالها من تنظيمات دموية مجنونة، جعلت الإسلام فى الإعلام العالمى مرادفا للقتل والذبح والدماء، وجعلت المسلمين وكأنهم شعوب متخلفة ومعادية للحضارة»...أقول، عندما كتبت هذه الكلمات لم أكن أعلم أن هناك بالفعل إعدادا يجرى على قدم وساق لعقد مثل هذا المؤتمر الذى يفتتح فى صباح هذا اليوم (الأربعاء 3 ديسمبر) فى رحاب الأزهر باسم «مؤتمر الأزهر الشريف لمواجهة التطرف والإرهاب». وكما قرأت فإن هذا المؤتمر ينعقد بحضور أكثر من مائة عالم دين إسلامى ومسيحى من مائة وعشرين دولة، فضلا عن نخبة من علماء ورموز الأزهر وعلماء الدين الإسلامى، وأن مناقشات المؤتمر سوف تتم من خلال عدة محاور منها: تصحيح المفاهيم، والمواطنة والأقليات، والإرهاب والتطرف وأخطارهما على الأمة، وتحرير الخطاب الدينى، ومواجهة الفكر التكفيرى، وتأكيد دور علماء الأزهر فى مواجهة الأفكار الهدامة وتصحيح الصورة المشوهة للدين، وكذلك تطوير خطاب دينى معتدل، وإعلاء المفاهيم السمحة للإسلام. تلك خطوة ممتازة يبادر بها الأزهر تحت قيادة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب الذى أعلم يقينا رفضه القاطع للتطرف الإخوانى الذى يجد فرصته فقط عندما يضعف او يتوارى دور الأزهر. فأهلا ومرحبا بانتفاضة الأزهر ضد التطرف والمتطرفين، ويتبقى أن يحظى هذا المؤتمر بالتغطية الإعلامية المستحقة وأن تنشر وتوزع ابحاثه ومناقشاته على النطاق الواسع الذى تستحقه!