د.أسامة الغزالى حرب
«عزيزى...كنت قد قرأت لك مقالا فى عمودك اليومى فى الأهرام، منذ عدة أيام، تنبه إلى خطورة عزوف الطلبة عن التخصصات العلمية، ورأيى فى ذلك أن أهم سبب هو أن الكتب العلمية للمرحلة الإبتدائية و الثانوية مكتوبة بطريقة لا يفهم منها أى شيء، حتى لكبار العلميين، وفى محاولة منى لإصلاح هذا الموقف عكفت على كتابة هذا الكتاب، المترجم بتصرف شديد، عن نظرية الكم Quantum theory بهدف واحد، أن أبسطها حتى يفهمها من يقرأ فيه ولو كان من خلفية غير علمية».
هذا هو ما جاء فى رسالة بعثها إلىَ الصديق العزيز د.إبراهيم فوزى، وزير الصناعة السابق ، الحاصل على دكتوراه الهندسة الميكانيكية من بريطانيا، والأستاذ السابق بهندسة القاهرة، مرفقة بنسخة من الكتاب بعنوان «عبور اليم إلى ميكانيكا الكم». وكما هو واضح من كلمات خطابه، فإنه يدرك مدى خطورة اختفاء الثقافة العلمية من حياتنا، سواء فى المدارس أو فى الجهات التى تغذى ثقافة المواطن مثل الإعلام وأجهزة الثقافة...إلخ .
إننى أتساءل: كم كتابا فى السوق المصرية ( ذات التسعين مليون مواطن) يتناول الثقافة العلمية، وما حجم قرائه إن وجد؟ أعلم يقينا أن الإجابة سوف تكون مفجعة، وسوف تكون محزنة إذا قارناها ببلاد أخرى حتى عربية، ولن أقول إسرائيل للأسف الشديد! نعم اختفت الثقافة العلمية من حياة المصريين، وهم يشاهدون يوميا عشرات المسلسلات والأفلام ، ويتحاورون بكثافة على الإنترنت ... ولكن ما موضع الثقافة والحوارات العلمية فى كل ذلك؟ لا شىء تقريبا! إننى أحيى بكل قوة د. فوزى على جهده الكبير، وأطلب وألح فى الطلب أن يفكر هو ومن يشاركونه الشعور بحجم المشكلة، أن يبادروا مثلا- بإنشاء «جمعية للثقافة العلمية» تعمل على نشر الثقافة العلمية بين الجميع كبارا وشبابا واطفالا، فى كل أنحاء مصر. تلك الجهود سوف تسهم بلا شك فى إعادة المناخ الثقافى الصحى إلى حياتنا ، وفى جذب مئات الألوف من النابهين والموهوبين من الشباب إلى عالم العلوم والبحث العلمى.