خدش الحياء العام

خدش الحياء العام!

خدش الحياء العام!

 عمان اليوم -

خدش الحياء العام

د.أسامة الغزالي حرب

الحكم على الكاتب أحمد ناجى بالسجن عامين بتهمة خدش الحياء العام، بسبب ما جاء فى روايته «استخدام الحياة» دفعنى لمحاولة الحصول عليها فلم أفلح، ولكنى قرأت نص الفصل الخامس منها الذى نشرته «أخبار الأدب»، والذى كان أيضا سببا فى الحكم بحبس طارق الطاهر رئيس تحريرها. نعم، هناك ألفاظ جنسية وعبارات جنسية صريحة لا شك فى ذلك...ولكن، لأن القضية مهمة وتتعلق مباشرة بحرية التعبير والنشر، أقول أولا، إن المبدأ الاساسى والذى لا تجوز المساومة عليه هو حماية واحترام حرية النشر والتعبير التى نص عليها وضمنها الدستور المصري، وبناء عليه لا محل على الإطلاق لأى عقوبة سالبة للحرية فى قضايا النشر، وعلى كل من يعنيهم الأمر تنقية القوانين المصرية من كل ما يتعارض مع هذا المبدأ تحت أى مسميات: «خدش الحياء العام»، «ازدراء الأديان»...إلخ. ثانيا، من الوارد بالطبع أن تظهر أعمال توصف بأنها أدبية ولكنها تنطوى على إسفاف أو بدون مضمون أدبى حقيقى، ولكن الذى يحكم بذلك ليس المحاكم وإنما هو النقاد والحركة النقدية الأدبية... وهنا أتساءل أين نقاد الأدب الذين يقيمون تلك الأعمال ويقولون لنا إن كانت مجرد جنس فاضح أو أنها أدب يستحق القراءة والاحترام... ثالثا، استخدام الألفاظ الجنسية الصريحة مسألة شائعة فى الأدب فى العالم كله، مثلما هى فى الأدب المصرى والعربي، القديم والحديث. وهل نسينا الضجة التى عاصرناها فى الستينيات فى بريطانيا حول «عشيق الليدى تشاترلي»؟ أما فى الولايات المتحدة فدار حوار حاد حول رواية اسمها مدار السرطان لهنرى ميللر حظرت بدعوى أنها نوع من الفحش والإباحية، ثم أتاحتها المحكمة العليا. أما فى الأدب العربى القديم فحدث ولا حرج عن أحاديث الجنس المكشوف فى العديد من أمهات الكتب، وأتذكر أن أول ما قرأته فى صباى من جنس صريح كان فى كتاب الأغانى للاصفهانى الذى قرأته فى مكتبة والدى رحمه الله. وأخيرا، ومع ذلك كله فإن علينا أن نعترف بأن هناك فارقا ــ فى استقبال تلك الأعمال الأدبية المتضمنة لألفاظ الجنس الصريح ــ بين المجتمعات المتقدمة ذات المستوى الثقافى العالى لشعوبها، وبين المجتمعات التى يشيع فيها التدنى الثقافى فضلا عن الامية.. فلا ترى فى تلك الأعمال إلا سطورها التى تستفز فضولها وغرائزها و ليس حسها أو تذوقها الأدبى !.

 

omantoday

GMT 05:35 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

نقاش الإبداع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدش الحياء العام خدش الحياء العام



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab