د.أسامة الغزالي حرب
الخطاب الذى وجهه الرئيس السيسى مساء الثلاثاء الماضى (12/5) إلى الأمة كان خطابا خصبا يستحق الاهتمام والتعليق عليه ومناقشته أكثر مما تم بكثير! وسوف أورد هنا بعض النقاط التى أراها مهمة: أولا، أكرر اعتراضى على الطريقة التى يتم بها عرض الخطاب من خلال تسجيل خاضع لعملية “مونتاج”، خاصة وقد شابها فى هذه المرة خطأ فنى لا يجوز فى حديث لرئيس الجمهورية! إن من حق الشعب أن يستمع إلى رئيسه مباشرة بدون وصاية من أحد، خاصة أن تلقائية السيسى فى أحاديثه كانت أحد عناصر شعبيته الكبيرة. ومن ناحيه اخرى فإن انتظام هذه الخطب مسألة مطلوبة، ويا حبذا لو يحدد لها موعد ثابت مثل يوم كذا فى الأسبوع الأول من كل شهر أو شهرين مثلا.
ثانيا، يلفت النظر فى أول حديث الرئيس عن القضايا و المشاكل التى تواجه الوطن البدء بالفساد قبل الإرهاب‘ ثم الانتقال إلى مشكلة تضخم وضعف الجهاز الإدارى. نعم، الفساد لا يقل خطورة عن الإرهاب، ولكن مقاومته أهم بكثير من أن تكون بندا فى خطاب الرئيس، إننى اتصور أن تكون هذه دعوة لجهد منظم من جانب كل من يعنيهم الأمر لتشخيص المشكلة علميا قبل البدء بمعالجتها، فضلا ان هذا كله لا ينفصل عن إصلاح الجهاز الإدارى.
ثالثا: فى مواجهة الإرهاب كان من المهم للغاية إشارة الرئيس إلى أن محاربة الإرهاب أكبر بكثير من ان تكون قضية “امنية”، وان أهمية وحيوية الجهود الأمنية لا تلغى إطلاقا حقيقة أن المواجهة الجذرية والحاسمة و بعيدة المدى للإرهاب إنما تعتمد على مواجهة الفقر والجهل...إلخ. وفى هذا السياق، وإذا كان الرئيس قد وعد ببدء خطوات عملية لتنمية سيناء فإننى انتهز الفرصة لأعيد طرح اقتراحى الذى كررته مرارا وهو إنشاء “وزارة لتنمية سيناء”، على غرار الوزارة التى أنشأها الرئيس عبد الناصر فى الستينيات لإنشاء السد العالى.
رابعا، كان الرئيس موفقا ومحقا تماما فى إشارته إلى أن تجديد الخطاب الدينى ليس فقط مهمة الأزهر و رجال الدين، وإنما هو أيضا مهمة المفكرين المصريين الذين لابد ان تتضافر جهودهم لانجاز مهمة يتطلع إليها العالم كله وليس المسلمون فقط.