بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
تعقيبا على كلمتى «جريمة ختان الإناث» يوم السبت الماضى (5/8) تلقيت بالإيميل خطابا من د. فيفيان فؤاد بالبرنامج القومى لمناهضة ختان الإناث بالمجلس القومى للسكان متضمنا بيانات تفصيلية مهمة، وفقا للمسح الصحى للسكان الذى أجرى عام 2014 أعرضها هنا بإيجاز: أولا، أن معدلات انتشار ختان الإناث بين الأجيال الجديدة تتناقص. وتقول د. فيفيان إنه من الصحيح أن نسبة 92% للنساء المختنات جعلت مصر على رأس دول العالم التى ترتكب فيها تلك الجريمة، ولكن تلك النسبة تنطبق على الفئة العمرية من 15 إلى 49 سنة، أى على النساء اللاتى ولدن فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى قبل أن تتبنى الحكومة جهود مكافحة الختان.
ولكن الصورة سوف تصبح مشرقة وأكثر مدعاة للتفاؤل إذا لاحظنا أن ختان الفتيات من الفئة العمرية من 15 إلى 17 سنة انخفض من 74.4 % عام 2008 إلى 61% عام 2014.
ولذلك تقول د. فيفيان إن من المهم أن تركز البحوث الاجتماعية على قياس التقدم فى مكافحة الختان على الأجيال الجديدة، خاصة أن الجهود الحكومية لمكافحة الختان لم تبدأ فعليا إلا فى عام 2003 وهو ما أدى إلى تغليظ عقوبة الختان من جنحة إلى جناية.ثانيا، تذكرنا د. فيفيان- وأنا معها تماما- بأن مناهضة ختان الإناث هى إحدى معارك الوعى والتغيير الثقافى والاجتماعى المهمة لتغيير الثقافة المجتمعية والدينية الرجعية تجاه المرأة، وأن جماعات الإسلام السياسى سعت لتحويل قضية الختان من قضية اجتماعية وعادات وتقاليد إلى قضية دينية وسياسية، وحاولت تصوير ختان الأنثى على أنه أحد رموز الهوية المميزة! وأخيرا أشارت د. فيفيان إلى الإستراتيجية القومية لمناهضة ختان الإناث (2016-2020) التى يتبناها المجلس القومى للسكان بهدف خفض معدل الختان للإناث من صفر إلى 19 سنة بنسبة 10- 15 % لتصل إلى أقل من 50% بدلا من النسبة الحالية (61%). تحية لتلك الجهود، وشكرا للدكتورة فيفيان على توضيحها.