بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أعتذر للقارئ الكريم عن توقفى عن كتابة هذا العمود فى الأيام الثلاثة الماضية، بسبب إصابتى بنوبة برد حادة تنتمى إلى برد الصيف الذى وصفته حكمة أجدادنا بأنه أحد أو أشد من السيف! وتجربتى مع هذا النوع من البرد للأسف متكررة، فما أن يلوح تغيير وانتقال الفصول ينقض علىَ هذا المرض السخيف، خاصة مع نوبات السعال الحادة والتى لا يوجد فيما يبدو حتى الآن علاج طبى حاسم لها! غير أن كلمة «برد الصيف» ليست دقيقة، فنحن الآن فى فصل الخريف بعد أن انتهى فلكيا فصل الصيف يوم 21 سبتمبر الماضى، والذى سوف يستمر- أى الخريف- إلى 20 ديسمبر حيث سيبدأ الشتاء فلكيا أو رسميا! وأيا كانت الدقة فى التسمية، فإن التجربة توحى بأن فترات الانتقال من فصل لآخر تكون هى المواسم التى يمكن أن نتوقع فيها الإصابة بالأمراض، خاصة مع الارتباك فى اختيار الملابس الملائمة قبل أن يستقر الجو.على أية حال، كان على أن أتناول جرعات طويلة ومكثفة من المشروبات الساخنة، بدءا من التليو والينسون والزنجبيل والشاى بالليمون...إلخ وحتى الخلطات التى تجتهد بعض الشركات فى طرحها بالأسواق، وكذلك مشروبات باردة مثل الليمون والعسل الأبيض. ومنقوع اللبان الدكر، وورق الجوافة ..إلخ ناهيك بالطبع عن الأصناف العديدة و المتجددة من الأدوية شرابا كانت أو حبوبا أو استنشاقا ، وكل هذا مع توصيات مشددة بالراحة الكاملة فى السرير، وتناول الماء الكثير، أما الأكل فعلى رأسه حساء الدجاج وياحبذا لو كانت من الدجاج البلدى الأصيل، فضلا عن التوصية بالإكثار من الخضراوات والفاكهة....إلخ. وقد تحسنت والحمد لله، و لكن لو سألتنى أى تلك العلاجات كانت الأكثر فائدة وجدوى، فسأقول إن ضيف البرد الثقيل جاء ، وفرض نفسه لبعض الوقت ثم انصرف...كيف ولماذا بالضبط... بصراحة لا أعرف، ولكن الاغلب بفضل تضافر كل تلك الأسلحة معا؟!