بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
فى مشهد مؤسف ومخجل قدمت قطر شكوى إلى مجلس الأمن تدعى فيها أن مصر تستغل رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب فى مجلس الأمن «لتحقيق أغراض سياسية خاصة، ومحاولة لتصفية حسابات مع دول معينة». هو مؤسف ومخجل لأنه يكشف المدى الذى ذهب إليه النظام القطرى فى «العك» السياسى، والذى دفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى التكاتف معا لمقاطعة ذلك النظام الشارد. إننى أعترف هنا بشعورى بالضيق من الاضطرار احيانا للحديث عن هذا النظام الذى يقدم نموذجا فجا للحماقة او الفجاجة السياسية،...
ما هى حكاية قطر؟ هل نستخف بها لصغر مساحتها؟ لا، إنها أكبر مثلا من بلدان أخرى مزدهرة مثل سنفافورة وقبرص، بل أكبر ايضا من لبنان أو البحرين! هل سكانها قليلون، نعم.. ولكنهم اكثر مثلا من سكان قبرص أو مالطة أو جيبوتى أو جزر القمر. المسألة أن قطر بتلك المواصفات- تمتلك أكبر معدل للدخل الفردى فى العالم، مما ولد لدى حكامها الحاليين ذهنية وانماطا سلوكية تجسد عقلية ونفسية محدث الثراء الذى يتوهم أنه بأمواله الوفيرة يستطيع شراء اى شىء وكل شىء! وقد تصور النظام الحاكم هناك ــ وأنا هنا لا أتحدث إطلاقا عن الشعب القطرى الشقيق ــ أنه برعاية واحتضان الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية، ومن خلال قناة الجزيرة وشراء كوادر الإذاعة البريطانية، يمكنه أن يؤثر وان يوجه ويؤثر... وبقية القصة معروفة.
غير أننى أحب أن أورد هنا التغريدات الساخرة التى كتبها رجل الأعمال المصرى الكبير نجيب ساويرس يتعجب فيها من دفع النظام القطرى 260 مليون دولار لشراء نيمار، لا عب كرة القدم البرازيلى لنادى سان جيرمان الذى تملكه قطر .... «اللى معاه قرش محيره، يشترى حمام ويطيره ، لكن احسن من تمويل الإرهاب، ونشر ثقافة القتل وسفك الدماء».