بقلم ـ د.أسامة الغزالي حرب
ما هى الرسائل التى تنطوى عليها تعليمات الأمن بإجراء مباراة كأس مصر لعام 2017 بلا جمهور؟ تلك المسابقة العريقة التى سوف تدخل هذه السنة عامها السادس والتسعين...الرسالة الأولى هى أن سلطات الأمن فى مصر تشعر للأسف الشديد- بالعجز عن ضبط الأمن فى الملاعب، عكس ما يحدث فى العالم كله، وهذا لا يعنى سوى احتمالين أو كليهما، وهما أن المتفرجين المصريين شياطين وأشرار ومن طينة تختلف عن الدنيا كلها بحيث يستحيل ضمان سلوكهم و انضباطهم، أو أن قوات الأمن أضعف أو أقل كفاءة من أن تضبط دخول الجماهير وسلوكهم داخل الملاعب، ولذلك اختارت الحل الأسهل والذى يريح بالها...أى منع حضور الجمهور أصلا! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تمنع السيارات من المرور فى الشوارع منعا لحوادث المرور، ولماذا لا تغلق البنوك تجنبا لاحتمالات السطو عليها، ولماذا لا يمنع الناس من حمل النقود فى جيوبهم تجنبا لاحتمالات النشل والسرقة؟...إلخ الرسالة الثانية والأخطر والتى يطلع عليها العالم كله هى أن مصر غير آمنة...فكيف يمكن أن تكون آمنة وهى لا تحتمل مباراة فى كرة القدم؟ وكيف يمكن لنا أن ندعو لعودة السياحة من روسيا ومن بريطانيا ومن إيطاليا.. ومن غيرها من دول العالم وهم يلاحظوننا ونحن نخشى عواقب تجمع بضعة آلاف فى أحد الملاعب..؟ الرسالة الثالثة، للأسف.. هى أن مسئولى الكرة المصرية والنوادى المصرية ليس لديهم الثقل والثقة التى تؤهلهم لمراجعة هذا الحظر الأمنى بالرغم مما يسببه بالطبع من خسائر مادية هائلة للنوادى وللنشاط الرياضى كله. وأخيرا تحضرنى كلمة مأثورة لأحد مشاهير كرة القدم فى بريطانيا، لاعبا ومدربا، اسمه جوك ستين تقول اكرة قدم بلا جماهير.. هى لاشئب وهى نفس الكلمة التى ترددها كل المراجع الكروية فى العالم كله...، ولكنها للأسف مصر بلد العجائب!.. وبالمناسبة...هل شاهدتم مباراة ريال مدريد وبرشلونة وجمهورها أول من أمس؟