بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
يعرف عالم السياسة، الدولية والداخلية، ظاهرة العبارات أو المصطلحات أو الشعارات التى تظهر على لسان أحد الزعماء أو فى سياق إحدى المناسبات، أو بمناسبة ظهور أحد المؤلفات السياسية المهمة...إلخ، فتنتشر وتذيع مثل الموضة الجديدة ثم لا تلبث أن تنطفئ مع مرور الوقت! هل تتذكرون مثلا عبارة «الفوضى الخلاقة» التى أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس قاصدة إحداث تغييرات سياسية صاخبة تطيح بالنظم الديكتاتورية؟... ومنذ عقود قليلة عرفنا فى شبابنا تعبيرات «الحرب الباردة»، عن الصراع بين المعسكرين الرأسمالى والشيوعى، وعبارة «الستار الحديدى» التى كان تشرشل قد أطلقها على الحاجز بين المعسكرين.. إلخ، أقول هذه المقدمة الطويلة بمناسبة العبارة التى انتشرت فى الشهور القليلة الماضية وتعددت الاجتهادات فى تفسيرها واستخدامها، وهى عبارة «صفقة القرن»! وعندما بحثت فى مصدرها وجدت أنها العبارة التى استخدمها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ بضعة شهور ليصف بها مشروعه أو أفكاره لإيجاد حل حاسم ونهائى للقضية الفلسطينية. غير أن ما لفت نظرى هو الحملة الواسعة التى تشنها آلة الدعاية الإخوانية الهائلة من منصاتها فى تركيا وغيرها قائلة إن تلك الصفقة تتضمن تنازلا من الرئيس عبدالفتاح السيسى عن قطعة من أرض سيناء، لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين، ومقايضتها بقطعة من صحراء النقب، أوبقطعة من أرض المملكة السعودية، وفقا لرواية أخرى! ولما كنت قد حضرت فى الأول من أمس اللقاء المطول الثرى لأسرة «الأهرام» مع وزير خارجيتنا المتميز سامح شكرى، والذى سينشر قريبا، فقد سألته عما يشاع عن صفقة القرن والرئيس السيسى، فقال بحسم ما مضمونه إن الرئيس السيسى ابن العسكرية المصرية التى دافعت عن كل حبة رمل فى تراب مصر، لن يكون هو أبدا من يفرط فى أى شبر من أرضها.. إننى إعلم ذلك تماما، ولكنى سألت ليطمئن قلبى!