بقلم : د. أسامة الغزالى حرب
لا يحتاج المصريون لمعلومات كثيرة لفهم ما يحدث الآن فى الجزائر! وقد لفتت نظرى تغطية صحفية لمقابلة أجرتها إذاعة أوروبا 1 يوم الأحد الماضى (24/3) مع وزير الزراعة الفرنسى ديدييه جيوم .
لقد سئل الرجل عما يحدث فى الجزائر، وكذلك فى بعض المدن الفرنسية من جانب الجزائريين هناك، من مظاهرات ضد ترشح الرئيس بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، فقال ببساطة: ما يحدث فى الجزائر يشبه ما حدث فى بعض البلدان كمصر وتونس!.
أى أن ما يجرى الآن فى عام 2019 مع بوتفليقة بالجزائر يشبه ما جرى, فى عام 2011 مع حسنى مبارك! والمثير فى الأمر أن فارق السن بين مبارك وبوتفليقة هو بالضبط تسع سنوات، فمبارك من مواليد 1928 وبو تفليقة من مواليد 1937.
غير أن مبارك قضى فى الحكم ثلاثين عاما، وكان امتداد هذه المدة لثلاثين عاما فى مقدمة أسباب الانتفاضة ضده فى 2011، فى حين قضى بوتفليقة 20 عاما فقط، فلماذا ثار الجزائريون مبكرا ضده؟! الفارق الرئيسى بين الاثنين هو أن مبارك تمتع, ولايزال، بصحة جيدة للغاية، ربما ترتبط بخلفيته العسكرية ومداومته على ممارسة الرياضة، فى حين أن بوتفليقة عانى مبكرا نسبيا مشكلات صحية حرجة بدأت بوعكة صحية فى نوفمبر 2005 أعلن فى حينها أنها غير خطيرة ولكن يبدو أنها كانت بداية تدهور متتالٍ فى صحته، بدا واضحا فى الانتخابات الرئاسية عام 2014 عندما ظهر وهو جالس على كرسى طبى متحرك، تبين أنه أصيب بجلطة فى المخ قبلها فى عام 2013. وكان من الطبيعى أن تدفع تلك التطورات بعض أحزاب المعارضة للدعوة لإعلان خلو منصب رئيس الجمهورية وإجراء انتخابات رئاسية جديدة وفقا للمادة 102 فى الدستور الجزائرى تتعلق بحالة عجز رئيس الجمهورية عن أداء مهامه. خاصة عندما بدأ يغيب عن المناسبات العامة التى اعتاد حضورها.
نتمنى للشعب الجزائرى الشقيق أن يعبر بسلام تلك المرحلة الدقيقة!.