بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
وزير النقل د.هشام عرفات هو فى تقديرى من الوزراء المتميزين والمجتهدين، وهو جدير بمنصبه الوزارى لتأهله العلمى من ناحية، ولخبرته فى مجال النقل والطرق من ناحية أخرى. فهو خريج هندسة عين شمس، وحاصل على الدكتوراه من ألمانيا، وخبرته كبيرة فى تصميم الكبارى وفى إنشاء الأنفاق. وعمل منذ 2010 مستشارا لوزير النقل، أى أن خبرته بملفات وزارة النقل معروفة ومؤكدة. غير أن د. هشام مثل كل العاملين فى ميدان الخدمة العامة- لم يسلم من مطب طريف عندما كان يتحدث عن تقدير سعر تذكرة المترو، فقال فى هذا السياق .. «إن سعر التذكرة حاليا يشترى بيضة ونصف (فى القاهرة) فى حين أن سعرها فى باريس يشترى 7 بيضات»! وبالطبع كان هذا محل تعليق وسخرية من البعض إعلاميا وعلى وسائل التواصل الاجتماعى..، ولكنى أعتقد أن المسألة تستحق التفاتا واهتماما أكبر مما هو قائم. فلا شك أن الوزير جانبه الصواب فى تصريحه ذلك، خاصة أنه ليس من المعتاد فى مصر قياس المواطن العادى تكلفة معيشته مقارنة بسعر البيض، ولكنه قد يقارن ذلك مثلا بسعر رغيف الخبز، وبهذه الطريقة يصبح سعر تذكرة المترو (2 جنيه) يساوى مثلا سعر أربعين رغيفا من الخبز المدعم الذى يبلغ ثمن الرغيف فيه خمسة قروش، وهنا سوف يبدو سعر التذكرة مرتفعا جدا، وهى نتيجة تختلف عن المقارنة بالبيض الباريسى! غير أننا إذا نحينا جانبا تلك المقارنات فسوف تظل المشكلة قائمة، وهى عدم كفاية إيرادات المترو لتغطية تكاليفه، وفى مواجهة تلك المشكلة يبدو أن الوزير تحدث عن ربط سعر التذكرة بعدد المحطات مثلا، ويمكننى أيضا أن أطرح اقتراحا أعلم أنه سخيف ومستهجن مثل تخصيص عربة أو أكثر فى كل قطار تكون مميزة على غرار السكة الحديد- بسعر 10 أو 15 جنيها مثلا للتذكرة يمكن أن تجذب شرائح اجتماعية جديدة لقطارات الأنفاق وتسهم بعض الشىء فى حل مشكلة ضعف إيراداتها.