بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أكتب هذه الكلمات تعليقا على الضجة التى ثارت أخيرا حول الشيخ الأزهرى إيهاب يونس بعد أن ظهر فى أحد البرامج التليفزيونية وهو يغنى مقطعا من أغنية أم كلثوم «لسة فاكر»، وقد تصادف أن استمعت إليه فى ذلك اللقاء، فكان أداؤه محكما وجميلا، ثم حملت الأنباء بعد ذلك أنه عوقب على تلك الواقعة. ونقل عن الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف أن غناء الشيخ يونس أدى إلى سخرية البعض من الزى الأزهرى الذى يصعد به منبر رسول الله، وأن لجنة القيم بالأوقاف قامت بالتحقيق مع الشيخ إيهاب، وقررت إحالته للنيابة الإدارية بتهمة إهانة الزى الأزهرى...إلخ. وعندما بحثت فى الأمر عرفت أن الشيخ يونس هو خريج كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ولكنه أيضا منشد دينى، أى أن ممارسته للفن ليست أمرا حديثا، وإنما تعود لأكثر من 15 عاما، بل وأنه عرف باسم «مداح النبى» متأثرا بكبار المنشدين، وأنه كون فرقة للإنشاد الدينى مارست عملها فى مصر والبلاد العربية. أى أن الرجل منشد وله مكانته فى هذا الفن...فما هو الجديد الذى حدث؟ هل أنه غنى لأم كلثوم؟ حسنا..، كلنا يعلم أن الغناء والطرب المصرى إنما نشأ أساسا على يد مشايخ أزهريين ، وهناك كتاب قيم صدر منذ نحو عشرة أعوام عن قصور الثقافة بعنوان «مشايخ فى محراب الفن» للدكتور خيرى محمد عامر نعرف منه تلك الحقيقة بالتفصيل.. بعضهم له شهرته وسمعته الكبيرة مثل الشيخ سلامة حجازى، والشيخ سيد درويش، والشيخ زكريا أحمد، ولكن الكتاب يسرد أسماء عشرات المشايخ الفنانين الآخرين مثل الشيخ المسلوب وعلى القصبجى ويوسف المنيلاوى وأحمد ندا وعلى محمود ومحمد الشلشلمونى ..إلخ وكان الشيخ أبو العلا محمد هو أول من أشاد بأم كلثوم وتبنى موهبتها. وأخيرا، تحية خاصة للدكتور خالد منتصر على مقاله أمس فى «الوطن» (26/9) تحت عنوان «من الذى أهان الزى الأزهرى» وأضم صوتى بلا تردد لدعوته لتكريم وليس معاقبة الشيخ إيهاب يونس!