بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
ما هذه القضايا الثانوية المفتعلة التى يحاول البعض شدنا إليها؟ وسط عديد من القضايا المهمة التى يجدر أن تشغلنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والتحديات الخارجية التى تحيط بنا، وسط الانشغال بالتجهيز لبناء المفاعل النووى فى الساحل الشمالى بعد طول انتظار، ووسط الآمال فى الانفراج الاقتصادى بانتعاش السياحة وقرب إنتاج حقول الغاز الجديدة...إلخ. وسط هذا كله تطلع علينا ضجة مفتعلة حول قرار الجامعة الأمريكية بالقاهرة بحظر النقاب فى داخل حرمها، ومنع أى طالبة أو عضو فى هيئة التدريس من دخول الجامعة بالنقاب بما فى ذلك القاعات الدراسية وحرم الجامعة. ذلك حق أصيل للجامعة الأمريكية، وهى بتلك الخطوة حذت حذو جامعة القاهرة فى عهد د.جابر نصار الذى حظر ارتداء النقاب على أعضاء هيئة التدريس والممرضات داخل المستشفيات الجامعية، وهو القرار الذى لقى دعم وتأييد القضاء الإدارى حقا.
إن من حق أى سيدة أو فتاة أن تلبس النقاب إذا أرادت، هذا من حيث المبدأ حرية شخصية لا يجوز التدخل فيها. ولكن هناك أيضا تحفظين مهمين، أولهما أن حق الفتاة أو السيدة فى لبس النقاب، يقابله أيضا حق أى جامعة أو مؤسسة عامة أو خاصة أن تضع القواعد التى تراها ملائمة لمظهر وملبس من ينتمون إليها. من ناحية أخرى ليس من حق من ترتدى النقاب أو من يشجعونها علي ارتدائه بأن ذلك هو الإسلام! لقد أهانوا الإسلام فجعلوه دين النقاب والجلباب! لا أيها السادة، الإسلام دعوة عالمية موجهة للبشر فى كل أنحاء الدنيا، الذين يدرك تنوعهم وتنوع أعرافهم وتقاليدهم ومأكلهم وملبسهم «.. وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..» (الحجرات 13). وفيما عدا رجال الدين وفيما عدا الحض على الحشمة والوقار بشكل عام ليس هناك زى يهودى وزى مسيحى وآخر اسلامى...إلخ. هناك الزى الهندى والزى الصينى والزى المكسيكى...إلخ. مرة أخرى أيها السادة لا تقزموا الإسلام الذى هو أعظم وأكبر بكثير من أن يكون نقابا وجلبابا!