بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
«طالب النائب محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر، بتخصيص مساحة فدان بكل قرية لبناء مصانع وتوفير فرص عمل للشباب، مؤكدا أن المناطق الصناعية بالصعيد حالتها سيئة جدا ويجرى استكمال الخدمات لها...إلخ»... وأضاف السويدى فى أثناء حوار مع اسامة كمال فى برنامجه على قناة dmc أن اللامركزية هى الحل لأغلب أزماتنا مع الإدارة المحلية”. هذه التصريحات الهامة والجريئة لفتت نظرى بشدة و دعتنى للبحث فى تفاصيلها.. وأعترف اننى شعرت بالتقصير الشديد لأننى لم التفت مبكرا إلى قائلها المهندس الشاب محمد زكى السويدى رجل الصناعة (ولا أقول رجل الأعمال!) المؤهل علميا، والذى يشغل مناصب قيادية وإدارية فى كثير من الشركات والمؤسسات الصناعية أو المرتبطة بالصناعة. غير ان ما لفت نظرى أكثر هو أنه يتولى عن جدارة رئاسة اتحاد الصناعات المصرية الذى يحمل لدارسى التاريخ المصرى المعاصر انطباعات لها مغزاها. إن محمد السويدى يجلس على المقعد الذى جلس عليه منذ نحو ثمانين عاما إسماعيل صدقى باشا الرجل القوى للرأسمالية المصرية والذى عين الشاب المصرى النابه د. عبدالفتاح صبحى وحيدة أمينا عاما للاتحاد، والذى اصدر كتابه الرائع «فى اصول المسألة المصرية» الذى قرأته مبكرا فى مكتبة والدى رحمه الله, والذى حلل فيه وحيدة التاريخ المصرى على نحو فريد ورائع. وأعود لدعوة السويدى وأرجو أن تتاح لها مناقشة مستفيضة فى أحد المراكز البحثية (مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام مثلا) وأن يشارك فيها المسئولون والخبراء ذوو الصلة بالموضوع وفى مقدمتهم مثلا الوزير النابه د.هشام الشريف وزير الإدارة المحلية. فبمثل تلك الأفكار الجديدة والمبدعة تتقدم مصر.