بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
ليس من السهل على أبناء جيلى أن ينسوا 24 أكتوبر 1973 الذى تحل ذكراه اليوم، ففى مثل هذا اليوم منذ 44 عاما تصدت مدينة السويس للمغامرة العسكرية الإسرائيلية، بالعبور إلى غرب القناة وهى المغامرة التى وصفها الرئيس السادات بحق فى حينها بأنها عملية «تليفزيونية»! كانت أياما مجيدة، علينا أن نذكر أبناءنا بها ولا نعرضها أبدا للنسيان أو التجاهل. إن قيمة 24 أكتوبر هو أنه أضاف بعدا شعبيا رائعا على حرب أكتوبر الى كانت حربا نظامية بامتياز، وهو المقاومة الشعبية المجيدة لأبناء السويس التى وصلت ذروتها فى ذلك اليوم. لقد عبرت القوات الإسرائيلية إلى السويس عبر «ثغرة» الدفرسوار الشهيرة لتواجه مقاومة مجيدة من أهالى السويس الأبطال. لقد أراد القادة العسكريون الإسرائيليون باستغلال تلك الثغرة تخفيف الأثر النفسى المدمر الذى أحدثه العبور العظيم للقوات المصرية إلى شرق القناة، وفى مواجهة تلك القوات الغازية سجل أهالى السويس بطولات يحق لهم دائما الفخر بها... وخلدت أسماء عشرات الأبطال الذين لايزال أهل السويس يتذكرونهم بكل إجلال وتقدير. إننى أتذكر فى هذا المقام المطرب الراحل محمد حمام وكلمات أغنيته الشهيرة التى كان قد كتبها عبد الرحمن الأبنودى، وتغنى بها على أنغام السمسمية مع فرقة أولاد البلد تحت قيادة كابتن غزالى «يابيوت السويس يابيوت مدينتى... أستشهد تحتك وتعيشى أنت، استشهد والله ويجى التانى ..فداكى وفدا أهلى وأوطانى...إلخ». إنها ذكريات جميلة مفعمة بالعواطف الوطنية الجياشة التى يحق أن نستذكرها اليوم، وألا تتعرض أبدا للإهمال أو النسيان. إنها ذكريات يحق أن نتذكرها اليوم ونحن نترحم على شهداء الشرطة البواسل الذين جادوا بحياتهم وهم يؤدون واجبهم المقدس فى مواجهة قوى إرهابية ظلامية لا تقل فى خطرها عن الأعداء الخارجيين.