بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
مثل ملايين المشاهدين- المصريين والعرب- جلست مساء الجمعة الماضي (11/5) أشاهد وأستمتع بالحوار الذي أجراه الإعلامي المتميز عمرو أديب، علي قناة ON-E مع لاعب كرة القدم المصري- العالمي محمد صلاح. لقد كان اللقاء ضربة إعلامية موفقة، لا بد ابتداء من شكر عمرو عليها، فلقد نجح بامتياز في أن يجعلنا وكأننا نجلس معه مع هذا الشاب المصري الرائع، ويوجه له ما يدور في خلدنا من أسئلة وخواطر. وهذه هي انطباعاتي: أولا، أن مقومات النجاح واحدة في كل نواحي الحياة، سواء في الرياضة أو الفن، أو العلم أو الأدب...الموهبة لا تكفي وحدها، ولكن لابد من إدراكها والوعي بها وتنميتها بجدية وإخلاص، وثقة بالنفس، وبانضباط صارم في السلوك اليومي: اللياقة البدنية و التدريب المنتظم، والريجيم في الأكل والحياة الأسرية المستقرة...إلخ . ذلك هو ما أدركه وما يفعله تماما محمد صلاح. ثانيا، لا نجاح بلا طموح، وكما قال صلاح: «طموحي هو أن أكون أفضل لاعب» و«دائما أركز لكي أحقق ما هو أفضل» «كل إنسان يحب أن يكون أفضل واحد». ولكن الطموح لا يعني أبدا الغرور، ويتحدث بكل الاحترام عن زملائه اللاعبين المصريين والأجانب. ثالثا، يتمتع محمد صلاح بدرجة عالية للغاية من الذكاء الاجتماعي مكنته من التعامل فائق النجاح مع جمهور الكرة في بريطانيا، مهد كرة القدم، وذات التقاليد الكروية العريقة. ويبدو أن سلوكه الخاص بعدما يحرز الأهداف فلا يجري ملوحا بقبضته قافزا في الهواء وإنما يسجد علي الأرض أو يرفع يديه شاكرا لله، فضلا عن تعامله الرائع مع الأطفال الصغار المعجبين به، مس قلوب الجمهور الإنجليزي، الذي تغني باسمه في المدرجات. وأخيرا، كان صلاح وطنيا حريصا علي الكرة المصرية ومستقبلها عندما طالب بوضوح بعودة الجماهير للملاعب، قائلا بكل وضوح وعينه علي كأس العالم «الجمهور لازم يرجع» ونحن من جانبنا نؤيده بكل قوة وبلا أى تحفظ!.
المصدر : جريدة الأهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع