بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هذا هو الوصف الذى أطلقه بيان لوزارة الصحة على فيلم تسجيلى أعده صحفى ألمانى اسمه «تيلو مايشكه» عن تجارة الأعضاء البشرية فى مصر، و لكنى أقول بصراحة، وبكل أسف، أن الشئ العار تماما من الصحة هو نفسه بيان وزارة الصحة، وليس فيلم الصحفى الألمانى! لقد لفت نظرى بيان الوزارة، فرجعت إلى المصادر المختلفة فوجدت فعلا ذلك الفيلم، واسمه «تجارة الدم» وهو ناطق بالألمانية مع ترجمة عربية وإنجليزية. إن الفيلم لم يسجل داخل مستشفيات وزارة الصحة، ولا تحدث عن عمليات لتجارة الأعضاء تجرى فيها...، ولكنه تحدث عن مستشفيات خاصة تجرى فيها عمليات زرع الأعضاء غير المشروعة صورها الصحفى ببراعة واحترافية. غير أن بيان وزارة الصحة قال (الوفد 20/8) إن الغرض من الفيلم ..«الإضرار بالسياحة العلاجية فى مصر، فى إطار خطة ممنهجة ضد مصر، تضر بالأمن القومى للبلاد»!!
لا يا وزارة الصحة، لم يعد هناك محل لهذا الاسلوب البيروقراطى البالى والعقيم فى التعامل مع الإعلام الأجنبى، لماذا يريد هذا الصحفى الألمانى أن يضر السياحة العلاجية، ولماذا يسعى للإضرار بالأمن القومى؟ هل هو عميل لدولة معادية؟ لا، هو صحفى بارع و يعرف جيدا كيف يمارس مهنته بكفاءة واحترافية. و كل من هوقريب من هذا المجال يدرك صحة ما جاء فى التحقيق. ومن حسن حظ مايشكه أن العالم الكبير د. محمد غنيم رائد زراعة الكلى فى مصر و العالم قال فى حديث له بالمصرى اليوم (21/8) ان بيع الأعضاء يجرى «على ودنه»! فى مستشفيات كبرى، ولا أحد يجرؤ على الاقتراب منها، إذا كانت وزارة الصحة جادة فى عملها يتعين عليها شكر ذلك الصحفى، وأن تسعى- بدلا من إصدار بيانات لا قيمة لها- لخوض جولة جديدة ضد الرجعية الدينية قصيرة النظر، للاعتراف بالموت الإكلينيكى، كما تم فى تركيا وإيران والسعودية، وفتح الباب بالتالى لإمكانية التبرع المشروع بالأعضاء!