بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
قرأت صباح أمس على بعض المواقع أخبارا تتعلق بإخلاء سبيل الطالبة بكلية الآثار بجامعة القاهرة حنين حسام (21 عاما) التى عرفت إعلاميا بفتاة التيك توك (الذى هو إحدى صور التواصل الاجتماعى الحديثة، التى تجتذب الشباب بالذات) التى قبض عليها منذ نحو تسعة أشهر. هل تتذكرون هذه الفتاة، وزميلتها مودة الأدهم اللتين اتهمتا بارتكاب جرائم الاتجار بالبشر وتحريض الفتيات على أفعال وممارسات غير أخلاقية بمقابل مادى، واستخدام فتيات فى أعمال منافية لمبادئ وقيم المجتمع للحصول من ورائها على منافع مادية... إلخ
وأن حنين نشرت مكالمة جنسية بين احد الشبان والفتيات تضمنت ألفاظا خادشة للحياء... لقد أثارت تلك الأنباء لدى تساؤلات كثيرة، مثلما أشعرتنى بقلق شديد، خاصة أن تلك الأنباء لم تحظ بالاهتمام والتجريس الذى أثاره القبض على الفتاتين! إن التفاعلات التى تجرى فى المجتمع ال مصر ى الآن خاصة بين الشباب، فى كل الطبقات والشرائح الاجتماعية، والتى تتم من خلال ملايين أجهزة الموبايل التى توجد الآن بين أيدى الشباب والفتيات، وعمليات التواصل بينها، وتبادل الرسائل ومقاطع الفيديو والدردشة....كلها لها تأثيراتها العميقة على سلوكيات الشباب فى ظل حالة من التعدد الثقافى والقيمى بحكم الفوارق الاجتماعية الكبيرة، بل غموض كثير من الألفاظ والتعبيرات، التى قد يكون لبعضها تعريف قانونى محدد، ولكن ينبغى أن تكون محلا لفهم وقبول عام. فمثلا... ما المقصود بمبادئ وقيم المجتمع....
ألا نتفق على أن هناك تفاوتا كبيرا بين الطبقات الاجتماعية، الدنيا والوسطى والعليا، وهل يتفق عليها اليوم فلاح فى الدلتا مع مزارع فى الصعيد ، مع سكان السواحل مثلا..؟
وهل نتفق كلنا على اللفظ الخادش للحياء....إلخ إننى هنا لا أتحدث فى القانون إطلاقا، ولكنى أتحدث عن مظاهر ومتغيرات أعتقد أن على علماء وإخصائيي الاجتماع فى مصر أن يهتموا بها وأن يدرسوها... فهل هم فاعلون...؟.