بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
ليس فى نيتى أن أكرر ما أصبحنا نعرفه جميعًا عما صدر عن المذيع تامر أمين بقناة النهار فى الأسبوع الماضى، فى معرض حديثه عن الزيادة السكانية فى مصر، من عبارات مهينة لأهل الصعيد، وما أدى إليه ذلك من غضب مشروع منهم، ومن تحقيقات جارية الآن من جانب المجلس الأعلى للإعلام.
إننى أريد هنا أن ألفت النظر إلى بعض مشكلات أو تحديات المهنة الإعلامية فى العالم كله، وليس فى مصر فقط، فيما يتعلق بالبرامج المذاعة على الهواء مباشرة!
إن تلك المذيعة أو ذلك المذيع أو الإعلامى الذى يظهر على الهواء متحدثا إلى ملايين المشاهدين يكون أسيرا لعديد من الاعتبارات، حتى فى أكثر المجتمعات انفتاحا وتفهما وتقبلا لحرية الإعلام، وأقصد هنا بالذات ما يمكن أن أسميه الحصافة أو حسن التقدير...إلخ .
وهذه فى الحقيقة ليست شيئًا يدرس فى كليات الإعلام أو الصحافة، ولكنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بشخصية وقدرات المذيع أو الإعلامى نفسه، فضلا عن خبراته المتراكمة.
وهناك مذيعات ومذيعون كثيرون، ممن يظهرون ويتحدثون للجمهور مباشرة، والذين يواجهون هذا التحدى، حدثت من بعضهم فلتات أو هنات نعرف أمثلة لها. غير أننى تعاملت شخصيا مع بعض من أبرزهم مثل لميس الحديدى ومنى الشاذلى وجورج قرداحى وطونى خليفة وهم جميعهم يعرفون حساسية كل كلمة ينطقونها ويستمع إليها مئات الألوف أو الملايين مباشرة.
إننى لا أقصد هنا الحساسية السياسية، فهذه سهلة ومفهومة إلى حد كبير، ولكننى أقصد الحساسية الدينية والاجتماعية، والاحترام الواجب والمفترض لعموم الناس.
وهذه فى تقديرى نقطة الضعف الأساسية لدى تامر أمين، وجعلته يسترسل فى حديث يعرف أى شخص أنه مهين لمن يتحدث عنهم، وبطريقة لاتفرق بين حديث لا مسئول على مقهى أو طق حنك كما يقال، وبين حديث علنى موجه إلى ملايين المشاهدين! ذلك هو الأمر الذى يفترض أن يعرفه كل المذيعين والإعلاميين الذين يخاطبون الناس على الهواء، وليس تامر أمين بسيونى فقط!.