بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
هل قرأتم آخر الأخبار عن الصين..؟ هل قرأتم ما أذيع أمس الأول عن بدء المسبار الصينى (تشانغ آه 6 والذى هو اسم إلهة القمر فى الأساطير الصينية) رحلة عودته للأرض، بعد مهمة ناجحة على سطح الجانب الخفى من القمر، تمكن فيها من جمع عينات من تربته، ثم غرس فيها علم الصين، وفق ما أفادت به وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) يوم الثلاثاء الماضى ..؟ هذه الأنباء تعنى أن الصين قد تجاوزت القوتين العالميتين اللتين كان لهما الفضل فى استكشاف الفضاء وغزو القمر، أى الولايات المتحدة وروسيا! بالنسبة لى شخصيا... أنا لا أستغرب تلك الأنباء على الإطلاق! لقد سبق لى أن زرت الصين أربع مرات، فى سنوات (2001، و2007، و2008، و2011) ودون أدنى مبالغة، فإن الفارق بين كل زيارة وأخرى كان هائلا! وأذكر أننى فى زيارتى الأولى فى 2001 لبكين كنت أندهش و أنا أشاهد من نافذة الفندق، فى الصباح الباكر آلاف الصينيين وهم يتسابقون على دراجاتهم الهوائية إلى أعمالهم، وفى السنة الأخيرة شاهدت نفس الزحام المبكر، ولكن بسيارات المرسيدس والتويوتا (المصنوعة طبعا بالصين)، وأخيرا أشاهد اليوم ازدحام شوارع القاهرة بسيارات بى واى دى، وجيلى، وجاك.. إلخ التى تنافس برخصها وكفاءتها السيارات الألمانية واليابانية المعتادة! أما فى شوارع «راس البر»، فقد لاحظت أن آلاف البضائع الصغيرة المفروشة على الأرض واردة كلها تقريبا من الصين، اجتهدت فى جلبها مافيا الاستيراد إياها !وهو ما نشاهده غالبا فى شوارع القاهرة والاسكندرية وباقى المدن المصرية! إن الصين أيها السادة حولت قوتها البشرية من عبء إلى ثروة منتجة هائلة، ومن التقليد لأوروبا وأمريكا إلى الإبداع. فهل نكف عن ولعنا المعتاد بالغرب ونتجه بأنظارنا للشرق، للصين، ليس لنشترى ونستورد، وإنما لنتعلم.