بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
ليس فى ذلك العنوان...عيد العمل..! أى خطأ..! فتلك ـ أولا - هى التسمية الرسمية التى تطلقها بعض البلاد على الاحتفال بيوم العمال (الذى حلت ذكراه أمس) وأنا أفضل ذلك! ونحن نعلم أيضا-ثانيا- أن تسمية يوم أو عيد العمال ارتبطت تاريخيا بالنزاع بين العمال وأصحاب الأعمال لتخفيض ساعات العمل إلى ثمانى ساعات يوميا..، بدأت هذه الحركة فى استراليا عام 1856، قبل أن تنتقل بسرعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفى يوم أول مايو 1886 نظم العمال إضرابا فى شيكاغو (وتورينتو) يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل بثمانى ساعات، تحت شعار ثمانى ساعات للعمل، وثمانى ساعات للنوم، وثمانى ساعات للراحة والاستمتاع. وأدى نجاح ذلك الإضراب وما صاحبه من مظاهرات وشل للحركة الاقتصادية فى شيكاغو، إلى إغضاب أصحاب الأعمال... واستدعاء الشرطة لإخماد تلك المظاهرات، وفى غمار الصدام بين الطرفين ألقيت قنبلة أدت إلى قتل 11 شخصا، منهم 7 من رجال الشرطة! واعتقل العديد من قادة العمال، ليحكم على أربعة منهم بالإعدام ... ليكشف بعدها أن إلقاء القنبلة جاء من جانب الشرطة! لقد كان لتلك القضية صداها الواسع، وتبنت الحركات الاشتراكية ـ ثم الشيوعية ـ تدشين أول مايو كعيد للعمال فى العالم كله لعقود طويلة . غيرأن الزمن تغير... وأصبحت حقوق العمال فى كل الدول تقريبا أمورا ثابتة ومقررة بالقوانين والتشريعات المحلية، وتحميها النقابات والمنظمات المدنية. ولذلك قلت إننى أفضل تغيير تسمية هذا اليوم إلى عيد العمل، مثلما درجت على ذلك فعلا دول أخرى مثل الصين والولايات المتحدة وكندا واليابان والهند وتركيا وسويسرا وبولندا ونيوزيلاندا ...إلخ. ذلك أمر ينطوى ـ فى تقديرى - على نزع للطابع الفئوى أو الأيديولوجى لعيد العمال، لنستذكر وئؤكد قيمة العمل، واحترام العمل، وإجادة العمل، وقدسية العمل!