بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
بصراحة.. لم أرتح لما أعلنته وزارة التموين أخيرا عن استيراد 30 مليون بيضة من تركيا! استغربت وتركت جانبا أخبار محنة غزة، وبلوى لبنان، وعودة ترامب، وحرب روسيا وأوكرانيا.. الخ، سعيا لفهم أخبار البيض التركى! فالذى أعرفه أننا بلد زراعى، ينتج البيض ضمن مئات من أصناف المنتجات الريفية فى مصر، سواء فى بيت الفلاح المصرى، أو فى مزارع البيض المنتشرة فى كثير من محافظات مصر فى الوجهين البحرى والقبلى. قد يقول قائل.. وما الضرر من فتح السوق للبيض المستورد وفتح السوق للمنافسة الحرة التى يستفيد منها فى النهاية الاقتصاد والمواطن على السواء، خاصة بعد أن ارتفعت أسعاره نظرا لجشع التجار، وممارساتهم الاحتكارية. هذا صحيح تماما..، ولكن.. ألم نسمع كثيرا أيضا عن مشاكل توفير أو استيراد أعلاف الدواجن، فما هو موقفها الآن؟ ألم تؤثر هذه المشكلات على منتجى البيض المصريين فكبلتهم وقللت من قدرتهم التنافسية، أمام وردات البيض...؟! نعم، إننى أقدر مسئولية وزارة التموين فى توفير السلع للمواطنين بكميات كافية، ونوعيات جيدة، وأسعار ملائمة، ولكن هل تحركت ــ قبل ذلك ــ بشكل جاد وفعال لحل مشكلات المنتجين..؟ قولوا لنا لماذا حدث ذلك..؟ هل إنتاج البيض يحتاج الى تكنولوجيا معقدة واستثمارات رهيبة..، إننى بصراحة أشعر بحساسية شديدة إزاء من أسميهم مافيا الاستيراد فى مصر، الذين يتحايلون لاستيراد أى شيء وكل شيء ليبيعوها فى كل مكان، من أرقى المحلات الى أرصفة الشوارع والحارات! فهل وصلوا الى بيض الموائد..؟! أيها السادة المسئولون..، واجهوا بجدية مشكلات مزارع الدواجن، وتوفير الأعلاف أو تصنيعها، ووفروا مواردنا لما هو أجدى من استيراد البيض!.