بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
بصراحة، ومثل أى مواطن مصرى أو عربى، سعدت للغاية بأنباء الهجوم المفاجئ الكبير الذى شنه أمس الأول الحرس الثورى الإيرانى على إسرائيل! فبعد شهور من الأنباء المحزنة والمحبطة عن العدوان الإسرائيلى الإجرامى على غزة، بكل نتائجه وعواقبه الكارثية، بشريا وماديا... نسمع أخيرا عن هجوم كبير معاكس، تتعرض له إسرائيل، بأرضها وسمائها، بما فيها عاصمتها تل أبيب، قوامه 185 طائرة مسيرة بدون طيار، و36 صاروخ كروز، و110 صواريخ أرض أرض! .حقا، إن نتائج الهجوم، ومانتج عنه من خسائر بشرية أو مادية لم تبد واضحة..، وربما كانت فعليا ضئيلة للغاية... ولكن الأنباء التى كانت مؤكدة عن شعور الإسرائيليين بالخوف والرعب، وترقبهم خطرا حقيقيا يهددهم، واتخاذهم الاحتياطات لمواجهة عواقب ضرب مدنهم، بما فيها تل أبيب، كانت أمرا مريحا نفسيا لى، إنه الحد الأدنى...الأدنى جدا، من العقاب النفسى أو المعنوى إزاء المظالم والآلام والأحزان التى يعانيها أبناء غزة... أطفالها ونساؤها وشيوخها! غير أن الأهم من ذلك فى نظرى كان هو ما كشف عنه اليومان الماضيان من حجم و عمق الدعم الأمريكى والغربى لإسرائيل...، لقد ذكرانا بحقائق صلبة بدا وكأنها غابت أو توارت أو نسيناها فى الفترة الأخيرة! وباختصار... فإن ما واجهته خطوة إيران المفاجئة لم يكن مجرد رد فعل إسرائيلى، ولكنه كان رد فعل أمريكى ــ غربى شامل، حادا صارما، بل وعصبيا للغاية، إزاء التهديد الذى تعرضت له إسرائيل! وتحركت الأساطيل والطائرات الأمريكية والبريطانية لمواجهة الهجمات الإيرانية، وأعلنت الولايات المتحدة إسقاط العشرات من المسيرات الإيرانية التى أطلقت على إسرائيل، وأرسلت بريطانيا طائرات إضافية للشرق الأوسط لاعتراض الهجمات الإيرانية، ولسان حالهما يقول سلامتك ياإسرائيل!... ولاتزال إسرائيل تواصل حربها القذرة على غزة!.