بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
اعتدنا...، فى طفولتنا وصبانا، فى سياق المزاح بين بعضنا البعض، أن يختبئ أحدنا فى مكان (ويا حبذا لو كان فى الظلام، أو عند انقطاع التيار الكهربي)، متربصا بأحد رفاقه... ليظهر له فجأة، ويصيح فى وجهه «بخ» ليصاب هذا الأخير بالخوف والهلع، قبل أن يتبين حقيقة المزحة التى تعرض لها!. غير أننا شهدنا ـ للأسف الشديد، وأقولها هنا بعيدا عن أى سخرية أو استخفاف... وإنما تعبير عن ضيق ومرارة بالغين- حالة «بخ» كبيرة، سمتها إيران الوعد الصادق (ويالها من تسمية أسيء إليها!) إزاء إسرائيل، فى الساعات الأولى من صباح الأحد الماضى (14/4)!. وما زاد الطين بلة أن «بخ» الإيرانية تلك... بدت منذ الوهلة الأولى وكأنها كانت مجرد تمثيلية..؟ لماذا، لأنها هددت بها إسرائيل مسبقا، بل وحذرت الآخرين كى لا يأخذوها مأخذ الجد، وراحت طائراتها المسيرة تتهادى فى الطريق لأهدافها (وليس أبدا ترسانة طائراتها العسكرية الكبيرة، فائقة السرعة، والمتطورة للغاية، الموجودة فى مطاراتها!) وسبقت الصور ومقاطع الفيديو تلك الصواريخ والمسيرات، بحيث تمت مشاهدتها فى سماء العراق والأردن... وأسقط 99% منها قبل أن تصل للأجواء الإسرائيلية! ماذا كانت نتيجة هذا الهجوم الإيراني..؟ اصيبت طفلة بدوية بشظايا، وعولج 31 آخرون من إصابات طفيفة أو من الهلع! وصاحبت هذا كله المظاهرات الصاخبة للجماهير الإيرانية فى شوارع طهران! أما الآثار الفعلية لتلك العملية الهزلية، فكانت أولا صرف أنظار العالم عن محنة غزة، التى تنحط إلى درك الإبادة الجماعية المتعمدة والتدمير شبه الشامل لها، وكانت ثانيا- وياللأسف- إعادة حشد الدعم الدولى لإسرائيل، وتقديمها بمظهر الضحية للوحش الإيرانى القاسي! وثالثا، إعطاء فرصة ذهبية لإسرائيل كى تنتهز الفرصة لانتقام إسرائيلى حقيقى وليس هزليا- من إيران التى ضبطت متلبسة بمحاولة ضربها! يا آيات الله فى إيران... كسفتونا..، الله يكسفكم!