بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أستعير هذا العنوان من الرواية الشهيرة للأديب السودانى الكبير الطيب صالح ، وأنا أكتب هذه الكلمات، بعد أن وصلت مساء الخميس (أمس الأول) إلى قرية الصحفيين بالساحل الشمالى.
كانت السيارات تتدفق على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى، متجهة إلى الشمال: سواء إلى الإسكندرية نفسها أو إلى عشرات القرى الممتدة غربها حتى العلمين ومطروح.
لقد تعددت المقاصد والأسباب واحدة. أول هذه الأسباب هو حلول عيد الفطر المبارك، والعيد فى ذاته مناسبة للسفر والترحال. وثانى هذه الأسباب هو الحر الشديد الذى يشتعل فى الجنوب وتقل حدته كلما اتجهت للشمال. وثالث الأسباب هو الامتحانات التى أخذت تنتهى ليتحرر الطلاب وذووهم من همومها ويتجهون شمالا بحثا عن الترفيه والتغيير.
حسنا هذا كله واضح ومشروع ولكن ما هى ياترى نسبة هؤلأء جميعا بالنسبة لجموع الشباب فى بلد يقترب سكانه من المائة مليون؟
يقينى أن نسبة من تشغلهم أوقات التمتع بالعيد أو الذين يؤرقهم الحر الشديد، أو الذين يعدون لترفيه أنفسهم بعد محنة الامتحانات يشكلون نسبة أقل مما هو متصور بكثير، وبذلك فإن هؤلاء يخرجون فى الواقع من زمرة المتجهين إلى الشمال. وفى الواقع، فإن أوضاع الشباب المصرى الراهنة فى ظل ظروف معقدة، سريعة التغير، وتتأثر بمتغيرات خارجية لا قبل لهم بها، تفرض إخضاع تلك الأوضاع للبحث والدراسة الجادة والعميقة، ويقينى أنه بقدر ما يظهر أن هناك مشكلات وعوائق تفرضها أوضاع وعوامل داخلية وخارجية، فإن هناك أيضا فرصا وإمكانات لا يمكن التقليل منها على الإطلاق، وتكون الهجرة للشمال كما تحدثت عنها مجرد ظاهرة موسمية مؤقتة، لا أكثر ولا أقل.
المصدر : جريدة الأهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع