بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أخيرا..وصل وفد دبلوماسى أمريكى إلى كوريا الشمالية للتحضير للقمة المنتظرة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الكورى الشمالى كيم جونج أون، بعد أن ثارت بعض الشكوك حول احتمالات عدم إكمال تلك الزيارة، أو على الاقل تأجيلها لفترة طويلة. غير أن المراقب الحصيف للشئون الدولية يدرك أنها لا بد أن تنعقد إن عاجلا أو آجلا ...لماذا؟ لأن هناك مصلحة مؤكدة للطرفين الأمريكى والكورى الشمالى فى إتمامها. فالأمريكيون تشغلهم وتفزعهم مسألة امتلاك بيونج يانج للسلاح النووى (8 رؤوس نووية) إلى جانب قواتها التقليدية الهائلة (5،2 مليون جندى) التى تفوق بكثير الـ 3٫5 مليون جندى لدى كوريا الجنوبية، فضلا عن فارق التسلح الكبير بين الكوريتين، لصالح كوريا الشمالية (الدبابات، والمدرعات، والأنظمة المضادة للصواريخ، والطائرات)...إلخ، أما الكوريون الشماليون فهم تواقون طبعا لكسر الحصار حولهم، ورفع مستوى معيشتهم الذى لا يقارن على الإطلاق اليوم بمستواه فى كوريا الجنويبة (متوسط دخل الفرد فى كوريا الشمالية 513 دولارا، فى حين أنه فى كوريا الجنوبية 27 ألف دولار!). والواقع أنه لا يمكن إنكار أن خطوة المباحثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، فضلا عن التقارب الذى يتم بين الكوريتين تفتح الباب لتطورات جذرية ذات آثار بعيدة المدى ليس فقط عليهما، وإنما على منطقة شرق آسيا كلها والعلاقات فيما بين دولها بعضها لبعض. غير أنه يجدر بنا هنا أن نشير إلى الموقف الكورى الشمالى من المشكلة الفلسطينية ومن النزاع العربى الإسرائيلى، والذى يتسم بالدعم الكامل للحقوق الفلسطينية، بل ورفض الاعتراف بإسرائيل باعتبارها مجرد تابع للإمبريالية الأمريكية. وعندما أعلن ترامب اعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل نددت كوريا الشمالية بالقرار، وقال الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون انه «لا توجد دولة تسمى إسرائيل حتى تصبح عاصمتها القدس»!.
المصدر : جريدة الأهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع