بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
لا أتصور أن تقف مصر موقف المتفرج إزاء ما يحدث هذه الأيام فى لبنان الشقيق! إنه يقع الآن ضحية الصراع الضارى بين إيران والسعودية حيث كل منهما له فى لبنان رجال وصحف وأموال وأحزاب ومؤسسات! الأوضاع الآن دقيقة..، واحتمالات الحرب ولو أنها لاتزال بعيدة إلا أنها ليست مستحيلة. لقد ذهب رئيس وزراء لبنان سعد الدين الحريرى إلى الرياض وطلب منه إذاعة بيان استقالته من الحكومة اللبنانية!- فى سابقة فريدة فى تاريخ العلاقات الدولية (لا أعرف لماذا خطر على بالى هنا إيمرى ناجى رئيس وزراء المجر إبان الثورة المجرية ثم الغزو السوفيتى للمجر عام1956)! لقد استمعت إلى البيان الذى ألقاه الحريرى وكان واضحا أنه كان يقرأ بيانا كتب له فى مشهد مهين, فهل كان ذلك فعلا ثمنا لنجاته من اغتيال كان يخشى منه؟ وعلى الناحية الأخرى انتفض حزب الله، ذراع إيران فى لبنان، محتجا باسم سيادة الدولة اللبنانية، على ما حدث، بالرغم من أن وجوده وممارساته هى أبرز مظهر لانتهاك، بل إلغاء تلك السيادة لمصلحة نفوذ إيران التى لم يتردد قادتها فى التفاخر بشكل فج ومستفز بأنهم الدولة الأولى المهيمنة فى المنطقة، والتى حددت مصائر العراق وسوريا واليمن وليبيا! لقد درج الرئيس السادات، ومن بعده مبارك، على أن يرفعا بحق وصدق شعار «ارفعوا أيديكم عن لبنان»..، وقبل ذلك نذكر بكل اعتزاز حرص جمال عبد الناصر على استقلال لبنان واحترام سيادته على أرضه. حرى بنا أن نستذكر هذا كله اليوم، وندين كل محاولات التدخل فى شئون لبنان سواء من قوى من داخل أو من خارج المنطقة.