بقلم : أسامة الغزالي حرب
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى محقا تماما عندما قال فى خلال كلمته أثناء حضور افتتاح مركز خدمة المستثمرين يوم الأربعاء الماضى (21/2) «إحنا جبنا جول يا مصريين فى الموضوع ده....النهارده مصر بفضل الله حطت رجليها على إنها تبقى المركز الإقليمى للطاقة فى المنطقة». والقصة كما سمعتها من أحد الخبراء الثقات فى الموضوع أنه عندما ظهرت تكهنات بكميات كبيرة من الغاز فى المياه الإقليمية المصرية فى البحر المتوسط، وفى الاراضى المصرية، فى أواخر التسعينيات، تم بناء ثلاثة معامل كبيرة إما لتسييل الغاز أو لتصديره مباشرة من خلال خطوط الأنابيب، طبقا للحسابات الإقتصادية، وهى إدكو1، وإدكو 2، والثالث فى دمياط، وعقدت فى ذلك الوقت الاتفاقيات مع اسرائيل والأردن لتصدير الغاز، وهو ماتم عن طريق شركات حسين سالم. غير أن ذلك الاتفاق تعثر فى التنفيذ لأسباب عديدة مثل تزايد الاستهلاك المصرى بمعدلات عالية، وتناقص الإنتاج، فضلا عن تعرض خط الغاز المتجه إلى إسرئيل عبر العريش لعمليات التخريب الإرهابية وتزايد صيحات للتوقف عن تزويد اسرائيل بالغاز.. وهو ما انتهى إلى قرار السلطات المصرية بإيقاف تصدير الغاز إلى إسرائيل.
وترتب على ذلك أن لجأت اسرائيل للتحكيم الدولي، فصدر الحكم فى ديسمبر 2015 بأن تدفع مصر لشركة كهرباء إسرئيل تعويضا قيمته 1٫73مليار دولار! اليوم تتغير الصورة تماما، ليس فقط باكتشاف «ظهر» وإنما أيضا بتتشغيل المعامل المصرية لاستقبال الغاز الإسرئيلى لإسالته وإعادة تصديره، فضلا عن اتاحته للصناعات الحالية والمستقبلة بأسعار ملائمة. فإذا أضفنا إلى ذلك الضغط على اسرائيل للتفاوض حول تعويضات التحكيم، وخذلان تركيا التى تحاول عبثا التشويش على تلك الانجازات بإحياء صراعاتها القديمة مع قبرص، نستطيع أن نفهم «الجول» الذى تحدث عنه الرئيس السيسى سعيدا ومفتخرا!
المصدر : جريدة الأهرام